المباني البيزنطية الرئيسية في اسطنبول
أصبحت إسطنبول، ذات التاريخ الغني، عاصمة الإمبراطورية البيزنطية بعد انهيار الإمبراطورية الرومانية الغربية عام 395. وكان اسمها في ذلك الوقت القسطنطينية. وبهياكلها أصبحت المباني البيزنطية في إسطنبول من أغنى المدن في ذلك الوقت.
وكذلك أصبحت العديد من المباني التاريخية والتحف التي نجت من العصر البيزنطي حتى يومنا هذا رموزًا لإسطنبول.
و عندما تُذكر المباني البيزنطية في إسطنبول، تتبادر إلى الأذهان الكنائس والأعمدة والأبراج والقنوات المائية والعديد من الأعمال الأخرى.
علاوة على ذلك، فإن الكثير منها لا يزال قائمًا وسليمًا، مما يضيف جمالًا خاصًا لإسطنبول.
1. مسجد آيا صوفيا
.webp)
تعتبر آيا صوفيا واحدة من أروع المباني المعمارية في إسطنبول.
أنثيميوس وإيزيدوروس، مهندسا مسجد آيا صوفيا، التي استغرق بناؤها 10 آلاف عامل و100 حرفي، قد كتبوا أسمائهم في التاريخ باعتبارهم أشهر المهندسين المعماريين في تلك الفترة.
آيا صوفيا هي واحدة من أهم المباني البيزنطية في اسطنبول .
المبنى الذي تم تحويله إلى متحف خلال إعلان الجمهورية وأتاتورك، تم استخدامه ككنيسة بطريركية حتى عام 1453.
قبتها الرائعة، فسيفساء المسيح في وسط القبة، والأقواس التي تربط القبة والسيرافيم المحيطة بها تظهر صنعة ممتازة.
يمكن الوصول إلى الطابق العلوي من المبنى، والذي يقع على 108 أعمدة، عبر منحدر.
تبهر السياح من جميع أنحاء العالم بالفسيفساء الرائعة على الجدران، والزخارف الغنية، والمظهر العملاق، والقبة العالية والواسعة. ويستقبل آيا صوفيا بعد تحويله إلى مسجد، والذي يعد رمزًا لانصهار الأديان، مئات الأشخاص يوميًا في ساحة السلطان أحمد.
2. كنيسة آيا إيرين
هيكل بيزنطي مهم آخر في اسطنبول هو كنيسة آيا إيرين.
يقع في ساحة فناء قصر توبكابي، خلف آيا صوفيا مباشرة. تم بناؤه في القرن الرابع على شكل كاتدرائية ذات ثلاثة بلاطات.
تم استخدامها كترسانة ووزارة حربية خلال الفترة العثمانية وهي الكنيسة الكبيرة الوحيدة التي لم يتم تحويلها إلى مسجد. اليوم يتم استخدامه كمتحف.
3. كنيسة استوديوهات إيوانيس
تعد كنيسة استوديوهات إيوانيس أيضًا أحد المباني البيزنطية في إسطنبول . لدرجة أنه من أقدم المباني الدينية.
يُعرف المبنى، الذي يتميز بهندسة معمارية على الطراز البازيليكي، اليوم أيضًا باسم مسجد إمراهور إلياس بك.
وهي كنيسة مهمة في العصر البيزنطي. واستضافت العديد من الرهبان. وقد تضررت خلال الغزو اللاتيني، ولكن تم الاستيلاء عليها وإصلاحها.
ولقد تم تحويل المبنى، الذي انتقل إلى الإمبراطورية العثمانية مع فتح إسطنبول، إلى مسجد في فترة بايزيد.
ورغم أنها في حالة متهالكة اليوم، إلا أنها من الأماكن التي تجذب انتباه السياح المحليين والأجانب.
4. مسجد كاريه
مسجد كاريه هو أحد المباني البيزنطية في إسطنبول يعود تاريخه إلى القرن الحادي عشر .
يقع المبنى، الذي يستخدم كمتحف اليوم، في Edirnekapı.
ولقد تم استخدامه ككنيسة في العصر البيزنطي وكمسجد في العصر العثماني.
إنه المبنى الأكثر تزيينًا من العصر البيزنطي بلوحاته الجدارية والفسيفساء.
أما إذا نظرت إليه من الخارج، ستجده عبارة عن مبنى بسيط بجدران من الطوب.
5. كنيسة كونستانتينوس ليبس
كنيسة أخرى مهمة يمكن رؤيتها بين المباني البيزنطية في إسطنبول هي كنيسة كونستانتينوس ليبس.
ولقد تم تحويله إلى مسجد على يد العثمانيين في القرن الخامس عشر وتم تغيير اسمه إلى مسجد فناري عيسى.
تم بناء المبنى، الذي يحتوي على مخطط صليب يوناني، من خلال الجمع بين كنيستين.
ويكمن اختلافها عن الكنائس البيزنطية الأخرى في وجود مصليات على الجوانب الأربعة لقبتها.
و هذا الأمر جعله مبنى مهمًا من الناحية المعمارية.
المبنى الواقع في شارع وطن، شارع عدنان مندريس، يستخدم كمسجد اليوم.
6. برج العذراء
ومن بين المباني البيزنطية في إسطنبول، تعتبر الأبراج المهمة من رموز إسطنبول اليوم.
برج العذراء هو واحد منهم. إنه أحد الهياكل التي لا تزال تجذب الكثير من الاهتمام حتى اليوم، مع هويته كبرج خلاب يرتفع على الصخور منذ قرون.
ويعود تاريخ برج العذراء إلى 2500 عام. اليوم يتم استخدامه كمطعم.
7. برج غلطة
.jpg)
برج آخر مهم من الهياكل البيزنطية في اسطنبول هو برج غلطة.
تم بناؤه من قبل الإمبراطور البيزنطي أناستاسيوس في عام 528.
ولقد تم تدميره في الحملة الصليبية الرابعة وأعيد بناؤه على الجدران من قبل الجنويين في عام 1348.
إنه مبنى مهم من حيث التاريخ التركي. يُشاع أنه في عهد مراد الرابع، قفز هزارفن أحمد جلبي من البرج بأجنحة خشبية صنعها وطار إلى أوسكودار-دوغانجيلار.
بدأ استخدامه للأغراض السياحية في عام 1967.
8. صهريج البازيليك
من الأعمال المهمة بين المباني البيزنطية في إسطنبول صهريج البازيليك .
لقد تم بناؤه من قبل الإمبراطور البيزنطي جستنيان في عام 527 لتلبية احتياجات المدينة من المياه.
ويبلغ طول الصهريج 143 مترًا وعرضه 65 مترًا، ويحمل 336 عمودًا رخاميًا بارتفاع 9 أمتار.
و يعد تمثالا رأس ميدوسا المستخدمان كقاعدتين بالداخل أحد الأعمال الفنية المهمة في العصر الروماني.
ولقد تم افتتاحه للزوار كمتحف في عام 1987.
9. قناة بوزدغان
قناة بوزدغان هي قناة تم بناؤها عام 364 لتلبية احتياجات اسطنبول المائية. ولقد جاءت المياه إلى صهريج البازيليك من هنا.
يبلغ الطول الإجمالي لقناة بوزدوغان 970 مترًا. ولها مكانة هامة بين المباني البيزنطية في اسطنبول .
10. الأعمدة الأثرية
وفي نهاية حديثنا عن الهياكل البيزنطية في اسطنبول ، من المستحيل عدم ذكر الأعمدة الأثرية. وأهمها:
 |
| مسلة ثيودوسيوس |
- عمود أركاديوس
- عمود جمبرليتاش
- عمود القوط
- عمود ماركيانوس
- مسلة ثيودوسيوس
- و حجر المليون
ختامًا:
تُعدّ المباني البيزنطية في اسطنبول شواهد حية على حضارة عريقة تركت بصمةً لا تُمحى على مسار التاريخ الإنساني.
فمن خلال تصميماتها المعمارية الفريدة، تُجسّد هذه المباني عبقرية فنية استثنائية وإبداعًا لا مثيل له.
وتُعدّ كنوزًا ثقافية لا تقدر بثمن، تُثري المشهد الحضاري لمدينة اسطنبول، وتجذب إليها الزوار من مختلف أنحاء العالم، ممّا يُساهم بشكلٍ فعّال في دعم السياحة وتعزيز مكانة المدينة على الصعيد الدولي.
وعلى الرغم من مرور قرون طويلة على سقوط الإمبراطورية البيزنطية، إلا أن هذه المباني ما زالت تُحافظ على رونقها وجمالها، وتُقاوم عوامل الزمن بفضل الجهود الدؤوبة المبذولة للحفاظ عليها وصيانتها.
فقد أدركت السلطات التركية أهمية هذه المباني كإرث تاريخي وثقافي فريد.
وحرصت على تخصيص الموارد اللازمة لترميمها وإعادة تأهيلها، وتحويلها إلى متاحف ومعالم سياحية هامة. ممّا ساهم بشكلٍ كبير في إبراز قيمتها الحضارية وتعزيز مكانتها العالمية.