الكتب اللازمة للقراءة عن تركيا
هل تسعى إلى استكشاف ثقافة وتاريخ بلدٍ غنيٍّ مثل تركيا، دون الحاجة إلى حزم أمتعتك والسفر إليه؟
إذاً، فإنّ قراءة الكتب هي الحل الأمثل لك! فمن خلال الغوص في رحلةٍ بين صفحات الكتب، ستتمكن من الانطلاق في مغامرةٍ ثقافيةٍ ممتعة واكتشاف مختلف جوانب الحياة في تركيا، بدءًا من عاداتها وتقاليدها العريقة، مرورًا بتاريخها العريق المليء بالإنجازات، وصولًا إلى معالمها الحضارية المُبهرة التي تُجسّد عظمة الحضارة العثمانية.
ولكن، من أين تبدأ رحلتك الأدبية في عالم الكتب المتعلقة بتركيا؟
لا داعي للقلق، فسأكون دليلك في هذه الرحلة! في هذه المقالة، سأقدم لك قائمةً مُختارة من الكتب التي تُعتبر بوابتك المثالية لفهم ثقافة وتاريخ تركيا العريق. تتضمن هذه القائمة رواياتٍ مُلهمة وكتبًا تاريخيةً غنية بالمعلومات الشخصية التي تُتيح لك فرصة التعرّف على تجارب واقعية عاشها سكّان تركيا.
استعد إذن لتوسيع مداركك واكتشاف أسرار هذا البلد الساحر من خلال رحلةٍ ممتعة بين ثنايا الكتب!
1. رواية أورهان باموق “كار” (الثلج)
.jpg)
في رواية أورهان باموك "الثلج"، تعيد تركيا إحياء إحدى التطورات الكبرى في تاريخ البلاد، وهو إنشاء مسرح هوائي صغير الحجم. يشكل الغجر الآن في مدينة قارص، تركيا نموذجاً.
يناقش باموك الوضع السياسي والإداري للبلاد في التسعينيات من خلال كارس. وعليه فإن المدينة تعاني من كافة المشاكل التي تعاني منها البلاد.
حيث تقع بشكل خاص بين الشرق والغرب قصة البحث عن الهوية في تركيا. قارص، تنفصل عن تركيا بسبب تساقط الثلوج المستمر منذ أشهر. وبحسب الكاتب فإن تركيا تنفصل عن العالم المدفون بطريقة مشابهة للمشاكل الداخلية بين الحين والآخر.
صدرت رواية الثلج عام 2002 من قبل صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية كواحدة من أفضل خمس روايات لهذا العام.
و أورهان باموك المقيم في السويد، كان قد حصل أيضًا على جائزة نوبل للآداب عام 2006، ويعتبر مواطن الجمهورية التركية هو الفائز الأول بهذه الجائزة.
2. رواية يشار كمال “إنس محمد”
تعتبر رواية "إنجه محمد" و التي كتبها يشار كمال في عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين، بمثابة تفاحة عين الأدب الواقعي الاشتراكي.
حيث يصور المؤلف العديد من مناطق الأناضول لقرّائه من خلال جبال تشوكوروفا وطوروس.
في قصة إنجه ميميد، حيث يظهر الصراع بين الظالم والجانب المضطهد، والسيد والفلاحين بوضوح في حياة قرية الأناضول، يتم الكشف عن سبب الصراع الاجتماعي.
و تعتبر ثورة إنس ميميد رمزًا للمتاعب التي يعاني منها نتيجة معاناة الضعيف ضد القوي.
إنس محمد، الذي كتب في فترة اثنين وثلاثين عامًا، يتكون من أربعة فصول. وقد أشاد به العديد من النقاد لتصويره للجمهور وثراء تفاصيله وجودة الأدب الروسي.
3. مسرحية خلدون تانر "ملحمة كيسانلي علي"
يُعرف خلدون تانر بأنه المعلم الذي أوصل المسرح التركي إلى أبعاد عالمية. و تعتبر مسرحية كيسانلي علي الملحمية، التي تنفذ المسرح الملحمي لأول مرة في تركيا، أول موسيقى ومسرحيات أصلية.
وفي الوقت نفسه، يستخدم الكوميديا الخفيفة للمسرح التركي، والمداح، ومسرحيات مشاهدي كاراكوز، والعناصر التي يأخذها من التول عن طريق دمجها في فهم معاصر.
المسرحية؛ في تركيا في ستينيات القرن العشرين، كانت هذه هي الفترة التي تم فيها نقل القرويين الذين لا يملكون أرضًا إلى المدن مع وصول الآلات الزراعية، ولكن تشكلت الأحياء الفقيرة لأن الصناعة لم تتطور.
و عندما تم عرض المسرحية، كانت قد بيعت لعدة أشهر، وتمت ترجمتها إلى العديد من اللغات و قد تم نقلها إلى التلفزيون والسينما أثناء عرضها في بلدان أخرى.
4. كتاب التاريخ لخليل إينالجيك ''الإمبراطورية العثمانية العصر الكلاسيكي'' (1300-1600)
وهو من تأليف المؤرخ التركي الشهير خليل إينالجيك، المعروف بقطب المؤرخين.
ففي عام 1973 صدر في لندن كتاب "الإمبراطورية العثمانية العصر الكلاسيكي 1300-1600".
يتناول هذا الكتاب _هو الكتاب الذي كتبه العديد من المؤرخين العثمانيين_ مؤسسات الفترة الكلاسيكية للإمبراطورية العثمانية بين عامي 1300 و1600.
ولقد تمت ترجمته إلى العديد من اللغات بما في ذلك الصربية واليونانية والرومانية والألبانية والعربية والأوكرانية.
يتناول الكتاب تحول الإمبراطورية العثمانية إلى أقوى دولة في العالم الإسلامي من إمارة حدودية.
وفي هذا الإطار يتم تناول نظام الإدارة وآليات اتخاذ القرار والحياة الاقتصادية والاجتماعية والحياة الدينية والثقافية.
5. كتاب أورهان باموق التذكاري “ اسطنبول – الذكريات والمدينة”
المؤلف الحائز على جائزة نوبل أورهان باموك نشر كتاب اسطنبول - ذكريات ومدينة نشر في عام 2003، وفيه يصف التاريخ الحديث لإسطنبول.
ضمن هذا الكتاب تتشابك السيرة الذاتية لباموق مع تاريخ المدينة منذ الخمسينيات وحتى الوقت الحاضر.
التغييرات في اسطنبول، والهياكل التاريخية، والتحضر، والطرق، والجسور، والمباني السكنية يتم سردها من عيون المؤلف.
وفقاً لأورهان باموك، فإن إسطنبول، العاصمة الإمبراطورية العالمية في القرن التاسع عشر، ستكتسب هوية جديدة خلال قرن من الزمان.
وفيه يتجول المؤلف في أنحاء المدينة سيرًا على الأقدام لأن الميل إلى المشي يعتبر وسيلة للتجول في المدينة، للتجول في الشوارع، للتفكير في المدينة، للإحساس بالماضي. "إسطنبول - الذكريات والمدينة" يحتوي على صور فوتوغرافية بعدسة آرا جولر.
6. قصائد أورهان ولي كانيك
تعتبر قصائد أورهان فيلي كانيك مهمة لأنها نقلت طبيعة اللغة المنطوقة ولغة الشارع التركية وحتى اللغة العامية الشعبية إلى أعماله.
أورهان ولي، الذي يستخدم لغة بسيطة، معروف فقط بحرصه وعدم دفاعه عن أي أيديولوجية.
ولأول مرة، بدلاً من استهداف أشخاص معينين، جعل نفسه معروفًا كشاعر من خلال التوجه إلى عالمه الداخلي.
فأثناء التركيز على القضايا الاجتماعية، يركز على مشاكل الناس العاديين بدلاً من خلق أبطال يقاتلون من أجل مجتمعه.
كما أن قصائد أورهان ولي مهمة أيضًا من حيث إظهار ثراء القول التركي واستخدام تقنيات السخرية والمحاكاة الساخرة. أشهر قصائده:
- "Anlatamıyorum" (لا أستطيع أن أقول)
- "Istanbul'u Dinliyorum" (أستمع إلى اسطنبول)
- "Kitabe-i Seng-i Mezar".
7. قصائد ناظم حكمت
يعتبر ناظم حكمت من أشهر الشعراء الأتراك. وبحسب ناظم حكمت، يتحمل الفنان مسؤولية جعل الناس يعيشون في عالم أفضل.
وكذلك يلعب الفنان دورًا رائدًا في تغيير النظام العالمي. وهو يعتقد أن اضطهاد الناس، واستخدام الأقوياء للضعفاء، والبؤس والجهل يمكن وضع حد له.
ويركز في أعماله على الخير والشر، والظالم والمضطهد، والحكم الحاكم، والصراع بين الريف والحضر. القتال في الشعر، الحب، السجون، الرحلات، ابنه، يسلط الضوء على أحداث مهمة في العمليات السياسية في تركيا.
ناظم حكمت، الذي لديه إيمان كامل بمستقبل الأيام الجميلة، يعتقد أنه سيكون هناك في المستقبل هيكل اجتماعي دون فصل طبقي.
أهم قصائد الشاعر:
- مناظر إنسانية من بلدي
- الثوار الأتراك
- آخر القصائد (1959-1963).
8. السيف والهلال: تركيا من أتاتورك إلى أربكان
و لمحبي السياسة يعد كتاب السيف الهلال الصادر عن دار الشروق عام 1999 للكاتب والصحفي المصري رضا هلال من أبرز وأشهر الكتب التي تناولت الحياة السياسية في تركيا الحديثة، عبر وجهة نظر الصراع بين المؤسسة العسكرية الحاكمة وجماعات الإسلام السياسي.
ويناقش الكتاب مراحل هذا الصراع في 7 فصول بدءًا من تأسيس الجمهورية التركية على يد أتاتورك مرورًا بالانقلابات العسكرية في 1960 و 1971 و 1981 ثم صعود الإسلام السياسي مرة أخرى بقيادة نجم الدين أربكان وتجربة حزب الرفاه حتى انقلاب 1997 التي ينتهي الكاتب عندها.
ولكن الكتاب لم يتطرق لتجربة حزب العدالة والتنمية، الذي نشأ بعد صدور الكتاب بعامين، لكنه يعتبر مدخلًا جيدًا لمن يريد البدء في التعرف على تاريخ تركيا وخاصة الحديث منه في القرن الماضي.
ختامًا عزيزي القارئ:
تُعدّ رحلة استكشاف ثقافة وتاريخ بلدٍ غنيّ مثل تركيا رحلة ممتعة وغنية بالمعرفة. لقد قدّمنا لكم في هذا المقال قائمة مختارة من الكتب التي تُعتبر بواباتٍ أساسية لفهم مختلف جوانب تركيا، من تاريخها العريق إلى ثقافتها المتنوعة، مُروراً بمجتمعها النابض بالحياة.
ولكن، تذكر أن هذه القائمة ليست شاملة، فهناك العديد من الكتب والمصادر الرائعة الأخرى التي تستحقّ الاستكشاف. فكلما قرأتَ أكثر، كلما تعمّقتْ معرفتك وفهمك لتركيا، وستُصبح رحلتك إليها، سواء كانت حقيقية أم خيالية، أكثر ثراءً وإثارة للاهتمام.
وفي النهاية ، ننصحك بمتابعة آخر الأخبار والمطبوعات المتعلقة بتركيا، والاستماع إلى البودكاست، ومشاهدة الأفلام الوثائقية، والتواصل مع أشخاص من تركيا أو من أصول تركية. كلّ ذلك سيُساعدك على تكوين صورة أشمل وأكثر دقة عن هذا البلد الرائع.
يمكنك إلقاء نظرة على مجموعة من الشخصيات التركية البارزة التي أثرت في تاريخ تركيا من خلال الرابط التالي:
👈 شخصيات بارزة في تاريخ تركيا