جامع الخرقة الشريفة في إسطنبول
هو مسجد يتضمن قسمًا خاصًّا يحتوي على بعض من آثار النبي محمَّد صلى الله عليه وسلم،ولكنَّ هذا القسم لا يفتح للزوَّار سوى في شهر رمضان المبارك.
معلومات حول جامع الخرقة الشريفة في إسطنبول
أنشئ جامع "الخرقة الشريفة" عام 1851م للحفاظ على الأمانة النبوية الشريفة؛ واستغرق بناؤه أربع سنوات، ويبدو في شكله العام متأثرًا بالطراز المعماري الغربي قليلاً، مبتعداً عن الطراز العثماني الكلاسيكي. وتزينه آيات قرآنية من الداخل، وتتوسّطه قبة واسعة تقف على جانبيها مئذنتان باسقتان.
أمَّا عن كيفية تصميم الجامع، فإنَّ "السلطان العثماني عبد المجيد الأول (الحادي والثلاثين بين سلاطين آل عثمان، حكم من 1823 حتى 1861) اهتمَّ بتصميم المسجد بحيث يستوعب عدداً كبيراً من الزوّار؛ ولذلك قام بتنظيم مكان الصلاة ليكون منفصلاً عن موقع زيارة السترة الشريفة، وقد ساعد في تصميم الجامع مهندس معماري إيطالي، إلى جانب عدد من المهندسين العثمانيين".
ويمتاز الجامع بوجود زاوية جانبية تعرض قطعاً أثرية قديمة ترجع إلى عهد النبي، منها قطعة قماشية قديمة لكسوة الكعبة من الداخل وأخرى من الخارج، وأدوات كانت تستخدم لتنظيف الكعبة من الداخل.
ومنذ تأسيس الجامع، حُفِظت هذه الأمانة النبوية في صندوق خاص مغلق في المسجد يُحظر فتحه على عامة الشعب إلى أن تولى السلطان عبد الحميد الثاني الحكم، فأمر بفتحه خلال شهر رمضان الكريم لكي يتمكن الناس من مشاهدة عباءة الرسول التي تمثل معاني دينية عظيمة بالنسبة للمسلمين كافة.
وهناك روايات تقول إنَّ هذه العباءة هي التي كان يرتديها النبي صلى الله عليه وسلم حينما عُرج به إلى السماء ليلة الإسراء والمعراج.
موقع جامع الخرقة الشريفة في إسطنبول
يقع مسجد الخرقة الشريفة أو كما يُعرف بالتركية بـــ Hırka-i Şerif Camii، في منطقة الفاتح في الجزء الأوروبي من مدينة إسطنبول.
سبب تسمية جامع الخرقة الشريفة بهذا الاسم
سُمِّي مسجد الخرقة الشريفة بهذا الاسم نسبة إلى بُردة النبي عليه الصلاة والسلام المحفوظة فيه، فقد بُني خصيصاً لحفظ هذه الأمانة النبوية، إذ إن كلمة Hırka أو "خرقة" بالتركية تعني "سترة من الصوف المحبوك" أو "عباءة".
كيف وصلت بردة الرسول مُحمَّد صلى الله عليه وسلم إلى إسطنبول ؟!
عاشت بردة النبي عليه الصلاة والسلام يتناقلها 59 جيلاً من أحفاد شقيق التابعي أويس القرني، الذي أهداه النبي هذه البردة.
أما لماذا اختص النبي أويساً ببردته؟!
فيُحكى أنَّ التابعي أويس القرني أدرك زمن النبي دون أن يراه، إذ قطع مسافة طويلة من اليمن إلى المدينة المنورة لرؤية النبي عليه الصلاة والسلام، إلا أنه عندما وصل بعد سفر طويل كان النبي منشغلاً بغزوة تبوك، فعاد القرني أدراجه إلى اليمن مضطراً، حيث خلف أُمه المريضة هناك، دون أن يتمكَّن من رؤية النبي عليه الصلاة والسلام.
وقبل وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أوصى الصحابيين علياً بن أبي طالب وعمر بن الخطاب بتسليم بردته التي ارتداها يوم الإسراء والمعراج لأويس القرني، وقد التزم الصحابيان بالوصية.
وهكذا انتقلت البردة إلى القرني، الذي سافر فيما بعد إلى شمالي العراق، وقاتل في معركة صفين عام 657 إلى جانب الصحابي علي بن أبي طالب، واستشهد وقتها.
بعد ذلك انتقلت البردة إلى شقيق القرني، ووفقاً لبعض الروايات فقد بقيت العائلة تتوارثها عبر الأجيال منذ ذلك الحين حتى وصلت إلى يومنا هذا عن طريق أبناء الجيل الـ59.
ويُحكى أنَّ أحفاد شقيق القرني قد انتقلوا من الكوفة إلى الأناضول، حيث استُدعيت العائلة لتعيش في إسطنبول في عهد السلطان العثماني أحمد الأول.
وتقول رواية أخرى إنَّ السلطان سليم الأول قد أحضر البردة إلى إسطنبول عام 1516، واحتفظ بها في مكان خاص في المدينة، إلى أن تمَّ بناء جامع خاص لحفظها.
رعاية بردة النبي عليه الصلاة والسلام
تعتبر اليوم زيارة جامع الخرقة الشريفة في إسطنبول وإلقاء نظرة على البردة من أشهر التقاليد التي يقوم بها الأتراك في رمضان كل عام.
على الرغم من أنَّ البُردة تعرَّضت في بعض أجزائها للتلف بسبب طريقة الحفظ التي كانت متَّبعة في الماضي، إلَّا أنَّ المشرفين عليها قاموا بالاستعانة بخبراء لحفظها قبل إعادة عرضها للجمهور.
وقد تمَّت عملية الحفظ بوسائل لا تؤدي إلى تغيير في هيئة البردة المصنوعة من الكتان والقطن والحرير، إذ يتم الاحتفاظ بها داخل قسم زجاجي معزول عن الهواء، بنسبة رطوبة ودرجة حرارة معينة تتناسب مع مناخ الجامع.
ومن الجدير بالذكر أنَّ البُردة النبويَّة لم تخرج من الغرفة المُخصَّصة لها منذ بناء الجامع قبل أكثر من 160 عاماً.
مواعيد عمل قسم الأمانة النبوية ضمن جامع الخرقة الشريفة في إسطنبول
يتم فتح المكان في الجمعة الأولى من رمضان، و ابتداء من النصف الثاني لشهر رمضان المبارك يُسمح بزيارته وخاصة للنساء، حيث يتوافد الآلاف كل
يوم من جميع أنحاء تركيا لإلقاء نظرة على الأثر أو الأمانة النبوية الشريفة. فتبدأ الزيارة بعد الإفطار وتستمرُّ حتى ما قبل وقت الفجر، ويتم إغلاقه ليلة العيد.
كما يتم تنظيم دخول الرجال قبل الإفطار وأوقات النهار، أما النساء فتكون زيارتهن في الليل، لكي تُعطى الفرصة للوفود التي تأتي من مسافات طويلة فلا تصل إلَّا في الليل، وتعود هذه الوفود في حافلات جماعية تُخصَّص من الجمعيات الخيرية لنقلها بين بلداتهم وقراهم ومدينة إسطنبول.
الفعاليات والأنشطة التي تُقام أثناء فترة زيارة جامع الخرقة الشريفة في إسطنبول
- عادة ما يُصاحب فترة زيارة جامع الخرقة الشريفة إقامة سوق، تُباع فيه:
- الكتب
- الملابس الشرقية
- الحلويات
- المسابح
- أغطية الرأس
- كما يُسمح للناس في رمضان بزيارة حجرة الأمانات المقدسة الموجودة في قصر توبكابي والتي تحتوي على مقتنيات للرسل والأنبياء والصحابة.
معلومات الوصول إلى جامع الخرقة الشريفة في إسطنبول
- العنوان: Hırka-i Şerif, Akseki Cami Sk. No:1, 34091 Fatih/İstanbul, تركيا
- موقع مسجد الخرقة الشريفة على خرائط غوغل: هنـــا
طريقة الوصول إلى جامع الخرقة الشريفة في إسطنبول
معرض الصور
عزيزي السائح إن كنت من محبِّي نبينا مُحمَّد عليه الصلاة والسلام وكنت متشوِّقًا لرؤية أثر من آثاره صلى الله عليه وسلم فأمامك فرصة مميزة لتحقيق أمنيتك من خلال زيارتك لمسجد الخرقة الشريفة في إسطنبول لكي تقرَّ عينك برؤية بردة النبي عليه الصلاة والسلام.
للاطِّلاع على المزيد من مساجد مدينة إسطنبول يمكنك الضغط هنـــا