جامع السلطان أحمد في إسطنبول ( الجامع الأزرق) Sultan Ahmet Camii
في قلب مدينة إسطنبول التركية، تتواجد مئات الآثار الإسلامية المعمارية، الموروثة من قبل الدولة العثمانية، تشكل لوحة تاريخية، تحيلُ زائريها إلى قرون من التاريخ العثماني الإسلامي.
للدولة العثمانية (1299-1923) وسلاطينها، الذين حكموا تلك المدينة لنحو ستة قرون، الفضل في تكوين ذلك الموروث المعماري، الذي شكَّل فيما بعد أحد أعمدة الحضارة الإسلامية.
القصور المشيدة، والمساجد المزخرفة، والمنارات الشامخة، والأعمدة الضخمة، والزخرفات، مظاهر يلاحظها كل من زار مدينة إسطنبول.
من بين تلك المساجد والأبنية، مسجد السلطان أحمد
من هو السلطان أحمد الأول؟
هو السلطان العثمانى أحمد خان الأول (1590 ـ 1617 م) ، و هو ابن السلطان محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني ، بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول جلبى بن بايزيد الأول بن مراد الأول، بن أورخان غازى بن عثمان بن أرطغرل.
و هو السلطان العثماني الرابع عشر ، ولقد كان السلطان أحمد الأول شاعراً و له ديوان شعر مطبوع.
حكم الدولة العثمانية و هو بعمر الخامسة عشر خلفاً عن أبيه السلطان محمد خان من عام (1603 ـ 1617 م)،
وكان عهده عهد حروب وثورات.
موقع جامع السلطان أحمد في إسطنبول
يقع جامع السلطان أحمد فى مدينة إسطنبول في البلدة القديمة (الجزء القديم من المدينة) و فى ميدان يطلق عليه نفس اسم المسجد، و يقابل الجامع من الناحية الشمالية مسجد آيا صوفيا ، كما يقع ميدان السباق البيزنطى القديم (هيبودروم) بالقرب من جامع السلطان أحمد.
و قد تمَّ بناء الجامع مكان قصر الأباطرة القديم الذى كان موجوداً فى نفس المكان.
معلومات عن جامع السلطان أحمد في إسطنبول
يتربع مسجد السلطان أحمد وسط مدينة إسطنبول، وقد بني بين عامي 1609 و1616.
يعدُّ مسجد السلطان أحمد، الذي يُقبل على زيارته السياح، من أكبر المساجد في العالم، حيث يضم مكتبة تاريخية، والعديد من المرافق الصحية والتعليمية، وعشرات الدكاكين التي تلتف حول أسوار المسجد، إضافة إلى حديقة خضراء ذات مساحة ضخمة تزينها الورود الملونة.
ويسمَّى أيضاً "الجامع الأزرق"، نسبة إلى اللون الذي يغلب على الزجاج والزخارف وإضاءة المسجد.
وتعتبر منطقة السلطان أحمد أحد المناطق السياحية الشهيرة لدى الخليجيين، نتيجة توافر الخدمات السياحية، كالفنادق والمطاعم والمقاهي ونحو ذلك.
ويشتهر المسجد بالعمارة الضخمة، من حيث المآذن والقباب والأعمدة، فقد بناه المهندس المعماري "محمد آغا"، أحد تلامذة المعماري العثماني الشهير "معمار سنان".
وللجامع خمسة أبواب؛ ثلاثة منها تقود إلى صحن المسجد، واثنان يؤديان إلى مكان الصلاة، وتتربع على قمته قبة رئيسة بارتفاع 43 متراً بقطر 23.5 متراً، وحولها ثماني قباب أصغر حجماً.
ويحتوي القسم الداخلي لجامع السلطان أحمد على 260 نافذة من الزجاج الملوَّن، كما يُضاء أيضاً بكثير من الثُّريَّات القيِّمة المطلية بماء الذهب والأحجار الكريمة والكريستال.
وتكتسي جدرانه الداخلية بأكثر من 20 ألف قطعة سيراميك منقوشة يدويّاً باللون الأزرق، جرى جلبها جميعاً من مدينتي إيزنيك وكوتاهية (غرب) في أكثر من 50 تصميماً يحمل نقوشاً مختلفة.
ورغبة من السلطان أحمد في أن يكون مسجده الأعظم والأكبر في السلطنة العثمانية، جعله مطلاً على مضيق البوسفور، قبالة مسجد آيا صوفيا، واستكمل بناءه قبل وفاته بسنة واحدة فقط ليوارى جثمانه في كنف المسجد.
و يعدُّ مسجد السلطان أحمد، الجامع الوحيد في تركيا الذي يضم 6 مآذن في العمارة العثمانية.
ولقد تمَّ وصف العمل و مجريات البناء فى المسجد فى 8 مجلدات كاملة موجودة فى مكتبة قصر “توب كابي”
سبب بناء جامع السلطان أحمد
جاء أمر السلطان أحمد ببناء المسجد بعد هزيمة ساحقة لجيوش الإمبراطورية العثمانية أمام الجبهات الفارسية و الأوستروهنجارية، و لقد أراد السلطان بهذا المسجد الضخم أن يترك أثراً له فى المدينة يذكره الناس به،
و ينسيهم أعظم الانتكاسات الحربية التى مرت بالدولة العثمانية و قد كان ما أراد.
الهندسة المعماريّة لجامع السلطان أحمد
هندسته الخارجية
يتكون الجامع من الخارج من 5 قباب ، و منها قبة رئيسية من أعظم القباب فى تركيا و للمسجد 8 قباب صغيرة ، و6 مآذن، كما للمسجد أيضاً أسوار مرتفعة تحيط به من 3 جهات و فى كل سور 5 أبواب، 3 أبواب منها تؤدى إلى صحن المسجد الكبير و اثنان آخران يؤديان إلى قاعة الصلاة كما ذكرنا آنفاً.
و يدل شكل تصميم جامع السلطان أحمد من الخارج على الخبرة المعمارية العثمانية التي تجسَّدت نتاج قرنين من التطور المعماري.
كما تمَّ إضافة عناصر معمارية مسيحية بيزنطية عند التصميم و هي مأخوذة من مسجد آيا صوفيا المقابل له.
هندسته الداخلية
للمسجد فناء فسيح بُني على نفس نمط فناء مسجد السليمانية و يتوسطه نافورة سداسية، و للفناء بوابة صغيرة مزخرفة بزخارف معمارية عثمانية و يعلوها قبة صغيرة.
يعدُّ المسجد من الداخل تحفة معمارية رائعة فهو على شكل مستطيل أطوال أضلاعه 64 م ، 72 م.
في منتصف سقف المسجد من الداخل نجد قبة كبيرة قطرها 23.5 متراً يحيط بها 4 قباب صغيرة يتواحد فيها عدد كبير من النوافذ لإدخال الضوء للمسجد، و هذا كله محاط بزخارف إسلامية معمارية تتنوع بين الذهبية و فنون النقوش التي رسمت آيات قرآنية فى غاية الإبداع،
يغطى جدران المسجد من الداخل 21043 بلاطة زخرفية من البلاط المصنع يدوياً فى مدينة ازنيق (البلاط الإزنيقي).
المحراب الموجود بالمسجد يمثل عنصراً هاماً في المسجد ، و هو محراب مذهَّب مصنوع من الرخام المنحوت بدقة بالغة و يزينه آيات قرآنية، و نجد على يمين المحراب، المنبر الذهبي المزخرف الذي يدلُّ على روعة التصميم.
كما يوجد بالمسجد جناح سلطاني يقع في الركن الجنوبي الشرقي للمسجد، يضم الجناح منبراً و حجرتين صغيرتين للمقيمين داخل المسجد ، و به 100 نسخة من القرآن الكريم، و هي موضوعة على حوامل مصاحف مطعَّمة و مذهَّبة.
يعلو مكان الصلاة بالمسجد ثريَّات متدلية تزينها الأحجار الكريمة و مغطاة بالذهب.
يضم المسجد مدرسة لتعليم أمور الدين و مستشفى للعجزة و المعاقين.
قصة بناء مآذن المسجد الستة
مسجد السلطان أحمد هو أول مسجد ضمن 3 مساجد فى تركيا لها 6 مآذن،و هما جامع صابنجا المركزي فى أضنة ، و جامع حضرة المقداد فى منطقة يني شهير فى مدينة مرسين.
و للمآذن الستة قصة بناء معروفة حيث يُقال أنه قبل توجه السلطان أحمد لآداء مناسك الحج أمر رئيس وزرائه ببناء مآذن ذهبية للمسجد، و كلمة ذهب باللغة التركية معناها “ألتين” و قد سمعها رئيس الوزراء بالخطأ “ألتى” و معناها باللغة التركية الرقم ستة.
و قد واجه السلطان أحمد ببناء المآذن الستة انتقاداً شديداً حينئذ لأن المسجد الحرام وقتها كان يحتوى على 6 مآذن أيضاً، و قد اعتُبر هذا مقارنة أو تشبيهاً بالمسجد الحرام ؛ و عليه فقد أمر السلطان بإضافة مئذنة سابعة للمسجد الحرام لتصبح 7 مآذن بدلاً من 6 مآذن.
أهم الأنشطة التي يُمكن القيام بها عند زيارة جامع السلطان أحمد في إسطنبول
- يُمكنك بدايةً الاستمتاع بالتصميم المعماري الخارجي الرائع الذي يُعد من أجمل وأهم روائع" محمد أغا" تلميذ المعماري العثماني الشهير سنان أغا -كما ذكرنا- حيث يتميّز المسجد من الخارج بـ 6 مآذن رشيقة تُزيّنه على الجانبين مع 8 قباب ضخمة.
- بعدها، يُمكنك الاستمتاع بتصميم جامع السلطان أحمد من الداخل حيث الأعمدة الضخمة الباسقة، الأسقف المُرتفعة والمُزخرفة بنقوش إسلامية عثمانية الطابع يغلب عليها اللون الأزرق، آيات قرآنية منقوشة بماء الذهب، الثُريّات الذهبية والكريستالية، الزجاج المُلوّن، المحراب المخروطي المُزيّن بالسيراميك، وغيرها من أشكال الفنون اللافتة للأنظار.
- كما يُمكنك أيضًا الصلاة في جامع السلطان أحمد والاستمتاع بأجواء روحانية لا تُقدّر بثمن ولن تجد مثلها في مساجد العالم بعد المسجدين الحرام والأقصى.
- يُمكنك كذلك التقاط أروع الصور الفوتوغرافية لمُحيط الجامع الأزرق الخارجي وتصاميمه الداخلية المُبتكرة وفنائه الذي يُزيّنه نافورة سُداسية.
- ويُمكنك بعدها التجول في منطقة السلطان أحمد التاريخية والتي تتميّز بمنازلها التقليدية البسيطة وأسواقها وحماماتها الشعبية، مع زيارة أهم معالم ميدان السلطان أحمد الأثرية مثل النافورة الألمانية في إسطنبول ، صهريج البازيليك ، مسجد آيا صوفيا ، حمَّام آيا صوفيا، بالإضافة إلى المتحف الإسلامي إسطنبول القريب.
- وأخيرًا وبعد انتهاء جولاتك السياحية يُمكنك تناول وجبة محلية شهية في واحد من مطاعم إسطنبول الراقية حول الجامع الأزرق مثل ماربيلا، سفن هيلز، سيزونز، مطعم ومقهى ماجنورا، وغيرها.
أوقات زيارة مسجد السلطان أحمد
تختلف أوقات زيارة المسجد بحسب توقيت الصلوات الخمس فى إسطنبول حيث أنَّ الزيارة تتوقف أثناء تأدية الصلوات، و كذلك صباح يوم الجمعة حتى انتهاء صلاة الجمعة.
و يمكنكم التأكد من مواقيت الصلاة من خلال مشغل التحدث باللغة التركية على الرقم التالي : 05455771899
كيفية الوصول إلى جامع السلطان أحمد في إسطنبول
يقع الجامع فى مكان معروف للجميع فى تركيا و يجاور محطة ترام سُمِّيت بنفس اسم الجامع.
يمكنكم ركوب خط ترام T1 و النزول إلى محطة السلطان أحمد بسهولة.
أفضل فنادق السلطان أحمد القريبة من المسجد
- فندق فور سيزون إسطنبول السلطان أحمد : من أفضل فنادق إسطنبول 5 نجوم ، يبعد عن جامع السلطان أحمد 500 متر سيراً على الأقدام.
- فندق اركاديا إسطنبول : من أفضل فنادق السلطان أحمد إسطنبول 4 نجوم ، يبعد عن جامع السلطان أحمد مسافة 300 متر سيراً على الأقدام.