recent
أخبار ساخنة

آيا صوفيا Ayasofya في إسطنبول أيقونة من أيقونات الجمال

 آيا صوفيا Ayasofya في إسطنبول أيقونة من أيقونات الجمال 

ما بين كنيسة ومسجد ومتحف سيظلُّ لبناء "آيا صوفيا" في مدينة إسطنبول التركية رمزية تاريخية ودينية وسياسية كبرى على مدار عمرها الممتد لما يقرب من 1500 عام، فضلاً عن كونها تحفة معمارية فريدة وأحد أهم الآثار الفنية في العالم.

آيا صوفيا Ayasofya في إسطنبول أيقونة من أيقونات الجمال

تاريخ آيا صوفيا 

آيا صوفيا من كنيسة إلى كنيسة

في عام 532 م أمر الإمبراطور البيزنطي، جستنيان الأول، ببناء الكنيسة في القسطنطينية (إسطنبول حالياً) على أنقاض أخرى تعرضت للبناء والهدم أكثر من مرة. واستغرق بناء كاتدرائية آيا صوفيا -والتي تعني "الحكمة الإلهية" باللغة اليونانية- خمس سنوات.

وأراد جستنيان الأول من خلالها أن يُثبت تفوُّقه على أسلافه الرومان بتشييد صرحٍ معماريٍّ غير مسبوق

وبعد اكتمال البناء، ذكر المؤرِّخون أنَّه من شِدَّة إعجاب الإمبراطور بالكاتدرائية قال لحظة دخوله إليها: "يا سليمان لقد تفوَّقت عليك" في إشارة إلى النبي سليمان الذي كان يسخِّر الجنَّ لإقامة الأبنية العظيمة، بحسب المرويات الدينية.

بُنيت الكاتدرائية على شكل قبة مركزية كبيرة ونصف دوائر تحيط بصحن الكنيسة، و تُعدُّ هذه القبة من أبرز معالم البناء، إذ أراد المعماريون أن تكون أوسع وأكثر ارتفاعاً وإبهاراً من أي قبة بُنيت من قبل، إلَّا أنَّ القبة الأصلية انهارت نتيجة لزلزال عام 558 ميلادياً، قبل أن يُعاد بناؤها وتُدعم بأربعين عموداً.

تمَّ جلب الرخام و أحجار الزينة من مناطق مختلفة لبناء الكاتدرائية، و استغلَّ الإمبراطور جميع الإمكانيات لزخرفة المبنى وتزيينه، واستُخدم الرخام بمختلف ألوانه بعدما جُلب من مناطق عدة، كما زُيِّنت الجدران الداخلية بفسيفساء من الذهب والفضة والزجاج والقرميد وأجزاء من الحجارة الملونة.

ظلَّت "آيا صوفيا" أضخم كاتدرائية مسيحية في العالم حتى بناء كاتدرائية إشبيلية عام 1520 م، ووُصفت بجوهرة العمارة البيزنطية وعُدَّت واحدة من أبرز المعالم التاريخية حول العالم على الإطلاق.

آيا صوفيا من كنيسة إلى كنيسة

واستمرت آيا صوفيا مركزاً للكنيسة الأرثوذكسية الشرقية لأكثر من 900 عام، تخلَّلتها فترة ما بين عامي (1204 -1261) حوَّلها الصليبيون أثناء حملتهم الرابعة إلى كاتدرائية للروم الكاثوليك، قبل أن تعود مجدَّداً للإمبراطورية البيزنطية.

آيا صوفيا من كنيسة إلى مسجد

بعد سقوط القسطنطينية في أيدي العثمانيين في أواخر مايو/ أيار1453 م حُوِّلت الكنيسة إلى مسجد، وأدى به السلطان محمد الثاني (المعروف باسم محمد الفاتح) أوَّل صلاة جمعة بعد دخوله المدينة وكان ذلك في يونيو/حزيران من العام ذاته، مُصدراً أوامر بتغطية الرسوم والنقوش المسيحية.

على مدى السنوات التالية أُضيفت سمات معمارية إسلامية للمبنى مثل المنبر والمحراب ومآذنه الأربع.

وظلَّ آيا صوفيا والذي أطلق عليه اسم "الجامع الكبير" المسجد الرئيسي في القسطنطينية، حتى بناء مسجد السلطان أحمد المعروف باسم "المسجد الأزرق" عام 1616 والذي استلهم ومساجد أخرى سمات معمارية من الكاتدرائية.

كما جرى تأسيس مدارس إسلامية ملحقة بالمسجد.


آيا صوفيا من مسجد إلى متحف

ظلَّ "آيا صوفيا" مركزاً إسلامياً يحظى برمزية كبيرة، مُرتبطا في الأذهان بـ" فتح القسطنطينية" إلى أن منع مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس تركيا الحديثة ورئيس الجمهورية آنذاك، إقامة الشعائر الدينية في المسجد عام 1931 قبل صدور مرسوم حكومي عام 1934 بتحويله إلى متحف فني بهدف "إهدائه إلى الإنسانية".

وفي ثمانينات القرن المنصرم أُدرج المتحف على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو". وأصبح واحداً من أهم الوجهات السياحية في إسطنبول، إذ استقبل في العام الماضي وحده قرابة أربعة ملايين زائر.

وأخيراً آيا صوفيا من متحف إلى "مسجد"

منذ سنوات تعالت مطالبات من قبل إسلاميين في تركيا بتحويل متحف آيا صوفيا إلى مسجد.

وفي خطوة أثارت انتقادات دينية وسياسية دولية، ألغت المحكمة الإدارية العليا في تركيا يوم الجمعة 12 يوليو/ تموز المرسوم الحكومي الصادر عام 1934 القاضي بتحويل آيا صوفيا من مسجد إلى متحف، استناداً إلى ما وصف بوثائق تاريخية تؤكد شراء السلطان محمد الفاتح مبنى "كنيسة" آيا صوفيا من القساوسة قبل تحويله إلى مسجد.

على الفور، وقَّع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على مرسوم بتحويل آيا صوفيا إلى مسجد، مُعلناً فتحه أمام المسلمين لأداء الصلاة في 24 يوليو/تموز، مضيفاً أن بلاده مارست حقها السيادي في تحويله إلى مسجد وسوف تعتبر أي انتقاد لهذه الخطوة تجاوزاً على سيادتها.

آيا صوفيا أيقونة التاريخ التركي

حظيت "آيا صوفيا" بمكانة خاصة عند الأدباء والشعراء، إذ سبق للشاعر التركي يحيى كمال بياتلي، أن كتب مقالاً عام 1922 قال فيه إنَّ "هذه الدولة لها أساسان معنويان، أولها الأذان من مآذن آيا صوفيا وهي مازالت تصدح، والثانية تلاوة القرآن الكريم أمام الخرقة الشريفة (بردة النبي الكريم بقصر طوب قابي في إسطنبول) وهي مازالت تتلألأ".

وقد ألفت أشعار كثيرة، كتبها أدباء وشعراء أتراك، تغنوا بآيا صوفيا كأيقونة لفتح إسطنبول، كالكاتب والشاعر والمفكر التركي نجيب فاضل قصاكورك، عندما قال "من تراودهم المخاوف ببقاء الأتراك في هذا الوطن.. هم أنفسهم الذين تراودهم الشكوك من إعادة فتح آيا صوفيا للعبادة من جديد".

وكذلك ذكر الكاتب التركي عثمان يوكسل سردنغتشيت، مقالة قد تمت محاكمته وإعدامه بسببها تحت عنوان "آيا صوفيا" قال فيها "آيا صوفيا ! أيها المعبد العظيم، لا تقلق سيحطم أحفاد الفاتح كل الأصنام، ويحولونك إلى مسجد، ويتوضؤون بدموعهم ويخرون سجدًا بين جدرانك، وسيصدح التهليل والتكبير ثانية بين قبابك، وسيكون هذا الفتح الثاني، وسيكتب الشعراء عنه الملاحم، وسيصدح الآذان من جديد وأصوات التكبير من تلك المآذن الصامتة اليتيمة، وستتوهج شرفات مآذنك بالأنوار تقديسًا لله وشرف نبيه، حتى أن الناس سيظنون أن الفاتح بعث من جديد. كل هذا سيحدث يا آيا صوفيا، والفتح الثاني سيكون بعثًا بعد موت، هذا أمر أكيد لا تقلق، وهذه الأيام باتت قريبة، ربما غدًا أو أقرب من غد".

آيا صوفيا آية من آيات الجمال 

"آية من الجمال".. هذا ما ستشعر به وستقوله في نفسك عند زيارتك لأول مرة في حياتك مسجد "آيا صوفيا" أحد أشهر المعالم الدينية التاريخية والسياحية في مدينة إسطنبول التركية، ستكون مندهشاً لما ستراه من جمال وروعة لهذا الصرح العظيم، الذي كان في يوم من الأيام أكبر كاتدرائية في العالم، فهو يجمع بين كثير من المتناقضات في آن واحد، ويكفيك أن تعرف بأنَّ هذا المسجد كان متحفاً ومن قبل كان كاتدرائية أرثوذكسية شرقية في العهد البيزنطي.

وحين تتأمل كزائر عادي لهذا المكان الذي يقع على تلة في الضفة الأوروبية من مدينة إسطنبول واحتضنت ضفاف البوسفور جدرانه لأكثر من 1500 عام، لتُزَيِّنه ويُمِدُّها بانعكاس رائع ساحر على سطح مياهه، ستصيبك الدهشة من ضخامة وعظمة وألوان هذا البناء الجميل من الخارج، فما بالك إن وطأته قدماك وتجوَّلتَ بين أرجائه حتى يأخذك في رحلة عجيبة إلى الماضي الحافل بالروحانيات، والتصاميم التاريخية الرائدة.

ولكلِّ من  يحبُّ الأماكن التاريخية وخاصة التي ترتبط بقصص حقيقية، عند زيارتك لآيا صوفيا أول مرة ستظنّ أنها ستكون المرة الأولى والأخيرة لأنه لا يوجد فيها شيء يستحق إعادة الزيارة، ولكنك ستتفاجأ بأنك بعد الزيارة الأولى ستتمنى  زيارتها مرات أخرى حتى تملأ عينك بجمالها ورونقها الجذاب الساحر الذي يسرقك إلى عالم آخر من الخيال والتأمل في التاريخ العظيم بعيداً عن الواقع المؤلم، وستظل آيا صوفيا لغزاً يحيِّر الكثيرين ممن شاهدوها بأم أعينهم بسبب التناغم الحضاري والثقافي الغريب الذي تضمه بين أرجائها، فيمكنك في آن واحد مشاهدة رموزاً وأيقونات مسيحية ما زالت باقية على جدرانها حتى يومنا هذا، وبمقابلها الآيات القرآنية تزين الأرجاء في تداخل ثقافي مبهرٍ. 

ويعتبر "آيا صوفيا" صرحاً فنياً ومعمارياً فريداً من نوعه؛ لأنه يحتوي على العديد من الزخارف والكنوز الإسلامية مثل لفظ الجلالة (الله جل جلاله) واسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم وكذلك أسماء الخلفاء الراشدين بالإضافة إلى رموز ورسومات مسيحية في أعلى السقف مثل صورة السيدة مريم العذراء تحتضن السيد المسيح بالإضافة إلى لوحات الفسيفساء من الفن البيزنطي القديم، وبعض قبور السلاطين العثمانيين، كما يحتوي على محراب وعواميد وقبة كبيرة وضخمة و4 مآذن كبيرة بنيت في العهد العثماني.

وتُعدُّ "آيا صوفيا" من أبرز الأمثلة على الخليط العجيب بين العمارة البيزنطية والزخرفة العثمانية، وحسب معظم الروايات التاريخية فإنَّ الإمبراطور البيزنطي جستينيان بدأ في بناء هذه الكنيسة عام 532م، واستغرق بنائها حوالي خمس سنوات حيث تم افتتاحها رسمياً عام 537م لتخرج لنا بهذا الشكل الفريد، ولم يشأ جستينيان في حينه أن يبني كنيسة على الطراز المألوف والتقليدي في زمانه بل كان دائماً يميل إلى ابتكار جديد كما حدث معه في آيا صوفيا.

وقد جمعت كنيسة آيا صوفيا العديد من الأفكار المعمارية التي كانت موجودة في ذلك الوقت بل هي تعتبر قمة ما وصل إليه المعمار البيزنطي في مجال البازليكيات. وكان الاهتمام موجَّهاً نحو تجميل المبنى وزخرفته بدرجة كبيرة من الداخل، وقد استغل جستينيان جميع إمكانيات الامبراطورية البيزنطية لزخرفة وتزيين المبنى فجزء كبير من الجدران مغطى بألواح من الرخام بأنواع وألوان متعددة، كما زينت السقوف بنقوش من الفرسكو والفسيفساء، وبالرغم أن معظم المناظر قد غطيت في عصر الدولة العثمانية بطبقات من الجبس ورسم فوقه زخارف هندسية بالخط العربي إلا أنَّ كثيراً من هذه الطبقات سقطت مع التصدعات وظهرت المناظر القديمة أسفلها.

واستمرت الكنيسة في الاستخدام كمركز للدين المسيحي لفترة طويلة حتى دخول الدين الإسلامي إلى القسطنطينية عام 1453م على يد العثمانيين، وكان لا يوجد للمسلمين في المدينة مسجداً ليصلُّوا فيه "الجمعة" التي تلت الفتح، فلم يسعفهم الوقت لتشييد جامع جديد في هذه المدة الزمنية القصيرة، فأمر السلطان محمد الفاتح بتحويل "آيا صوفيا" إلى جامع، ثم بعد ذلك قام بشرائها بالمال، وأمر كذلك بتغطية الرسومات التي ترمز للدين المسيحي الموجودة بداخلها ولم يأمر بإزالتها، حفاظًا على مشاعر المسيحين، وما زالت الرسومات موجودة بداخلها إلى الآن.

أهم الأنشطة التي يُمكنك القيام بها أثناء زيارتك لمسجد آيا صوفيا إسطنبول 

  1.  يُمكنك بدايةً الاستمتاع بالتصميم الرائع والمُذهل الذي تتميّز به واجهة مسجد آيا صوفيا ، حيث القبة الضخمة والمآذن الأربع والتي تصلح كخلفية رائعة للصور.
  2.  كما يُمكنك الاستمتاع بجمال الفسيفساء البيزنطية التي تُزيّن أسقف مسجد آيا صوفيا من الداخل ، مع عدد من أجمل الروائع الفنية والأثرية وتشكيلات الثُريّات ووحدات الإضاءة التي تعود لحقب تاريخية سحيقة.
  3. يُمثّل مسجد آيا صوفيا في إسطنبول أهمية وقُدسية عالية لدى زوّاره من المسلمين والمسيحيين على حدٍ سواء بما يضمّه من أيقونات تُمثّل كلا الديانتين مثل نقش السيدة مريم العذراء على سقف المتحف، لفظ الجلالة واسم النبي محمد عليه السلام بنقوش مُذهّبة على جدرانه، محراب وأعمدة بساحة الصلاة.
  4.  يُمكنك كذلك زيارة قبور سلاطين الدولة العثمانية المُلحقة ببناء جامع آيا صوفيا والتي تُمثّل قُدسية وأهمية تاريخية عالية لدى الأتراك.
  5.  بعدها يُمكنك الترويح عن نفسك في حديقة جولهانه الخضراء القريبة من آيا صوفيا في اسطنبول ، أو زيارة أحد الأماكن القريبة مثل: ( حمّام آيا صوفيا ، جامع السلطان أحمد ، المتحف الإسلامي إسطنبول ، متحف توب كابي
  6. وإن كُنت تسعى لشراء بعض التذكارات القيّمة أو التوابل التركية الطيبة فيُمكنك فعل ذلك بعد زيارة مسجد آيا صوفيا اسطنبول ، حيث يقع البازار الكبير وسوق أراستا بازار على بُعد أمتار قليلة منه، كما يُمكنك المرور على صهريج البازيليك هذا المكان الأثري الرائع للاستمتاع بمُشاهدة روعة بنائه وفكرته الفريدة.

معلومات الاتصال ب مسجد آيا صوفيا 

عنوان جامع آيا صوفيا :
Sultan Ahmet, Ayasofya Meydanı No:1, 34122 Fatih/İstanbul, تركيا
رقم الهاتف :
‪+90 212 522 17 50‬‏
موقع المسجد على الخريطة : اضغط هنا 

أفضل فنادق إسطنبول القريبة من مسجد آيا صوفيا

  • فندق دوسو دوسي الفاتح  : من أفضل فنادق اسطنبول 4 نجوم ، يبعد عن مسجد آيا صوفيا مسافة 350 متراً .
  • فندق سورا آيا صوفيا : من أفضل فنادق السلطان أحمد إسطنبول ، يبعد عن المتحف مسافة 400 متر.

google-playkhamsatmostaqltradent