جامع العرب .. أول مسجد صدح بالأذان في إسطنبول
ويتميّز جامع العرب في اسطنبول عن باقي مساجد اسطنبول بعمارة أثريّة مختلفة عن نمط العمارة الإسلاميّ العثماني، ولعلّ أكثر ما يشدّك فيه وجودُ ممرّ أسفل مئذنته المربّعة يؤدّي إلى الفناء الداخليّ للجامع، - أمّا الهيكل الخارجيّ للجامع فهو مَبنيّ من الحجر والطوب بينما تمّ إكساء الفناء الداخليّ بالأخشاب بشكل كامل، ويحمل سقفه الداخليّ 22 عموداً خشبيّاً.
ومن المعالم المهمّة في المسجد "محفل السلطان" الذي يقع على الزاوية العلويّة اليسرى من المسجد، وهو مكان مخصّص للعبادة يستخدمه السلطان وعائلته.
أول أذان في اسطنبول
فيما يخص تاريخ بناء الجامع، يُقال بأن ذِكْر الجامع ورد في "كتاب سياحة نامة" للرحالة العثماني الشهير أوليا جلبي، حيث قال بأن الجيش الإسلامي حاصر إسطنبول عام 716، لكنه فشل في تجاوز أسوار المدينة، ونتيجة اتفاقية خاصة، بنى جامعاً في منطقة غالاطا، ورُفع الأذان للمرة الأولى في سماء إسطنبول عام 717.
مكانة خاصة لجامع العرب بميراث إسطنبول
يحتل جامع العرب مكانة خاصة في ميراث إسطنبول العمراني والثقافي الغني .فالجامع يحمل قيمة كبيرة في تاريخ علم الاجتماع العثماني، حيث يقال بأن العرب واليهود تعرضوا لمجازر كبيرة على يد الكاثوليك الإسبان بعد سقوط الأندلس عام 1492، اضطر نتيجتها قسم كبير من عرب الأندلس للهجرة إلى الدولة العثمانية، واستقر قسم منهم في منطقة غالاطا، حيث حمل بعد ذلك التاريخ اسم جامع العرب.
سبب تسمية جامع العرب في اسطنبول بهذا الاسم
أمّا عن السرّ وراء كلمة "العرب" في تسمية جامع العرب في اسطنبول فيعود إلى استقرار العرب قديماً في محيط المسجد، وهم عرب بني الأحمر الذين قدموا إلى اسطنبول من الأندلس، وذلك بعد انهيار دولة بني نصر فأخذ المكان اسمهم مع الزمن، وربّما كان هذا سبباً لما يُروى في الأساطير من أنّ العرب المسلمين أنشؤوا هذا المسجد قبل فتح إسطنبول.ورغم وجود العديد من الروايات التي تقول بأن أوّل منشئ لهذا المسجد كان مسلمة بن عبد الملك في العصر الأموي بين عامي 716/717م إلّا أن هذه الروايات لا أصل لها في المصادر، فلو كان لجيش الأمويّين أن يعمر مسجداً خلال حصاره لإسطنبول لتمّ ذلك في منطقة مختلفة عن مكان جامع العرب.
- ومن أدقّ ما جاء في تاريخ إنشاء البناء أنّه تمّ أوائلَ القرن الرابع عشر من قبل أبناء الطائفة الدومنيكانية كـكنيسة اسمها سان بولو تبيّن أنّها تضمّ قبوراً تعود للإيطاليّين في الفترة الممتدّة بين تاريخ إنشاء هذا المكان حتى فتح إسطنبول.
الوصف المعماري للمسجد
المسجد مؤلف من منارة واحدة تشبه بشكلها منارة "المسجد الأموي" وهي مزودة بسبعين نافذةبناء المسجد مؤلف من ثلاث طوابق
لا يوجد في المسجد قبة وهذا ما جعله مميزاً عن بقية مساجد اسطنبول، قريباً من مساجد الأندلس شكلًا.
في المسجد كذلك محفل مثبت على 8 عواميد رخام أما الكرسي فقد تم نقله إلى "جامع محمد باشا".
الجامع على شكل مستطيل حيث أنه بالجهة الغربية من الجامع يوجد إضافة تم بناؤها عام 1913م واستخدم كمحفل للجماعة.
يقال أنَّه في الجهة الجنوبية من المسجد يوجد مقام القائد العسكري الأموي "مسلمة بن عبد الملك".
تحويله إلى جامع بعد فتح إسطنبول
بعد فتح إسطنبول على يد السلطان محمد الفاتح، عام 1453 م ، حوّل المبنى إلى جامع ، وأمر بإضافة محراب ومنبر له، واتخذ فيما بعد اسم جامع العرب، بعد هجرة أعداد كبيرة من عرب الأندلس واستقرارهم في منطقة غالاطا كما ذكرنا سابقاً .عمليات الترميم التي خضع لها جامع العرب
خضع الجامع فيما بعد لعدة عمليات توسيع وترميم على يد كل من والدة السلطان محمود الأول، وزوجة السلطان مصطفى الثاني، وابنة السلطان محمود الثاني، تم خلالها إنشاء مقصورة للسلطان، وسبيل ماء، وموضأ، وصهريج.حيث تحول الجامع إلى واحد من جوامع السلاطين، عقب إنشاء مقصورة للسلطان في قسمه العلوي.
وخلال عمليات الترميم عام 1913 م، تم العثور على شواهد قبور تعود للاتينيين والجنويين في قسمه السفلي، وجرى نقلها إلى متحف علم الآثار في إسطنبول.
موقع جامع العرب في اسطنبول وكيفيّة الوصول إليه
يقع جامع العرب في اسطنبول في منطقة بي اوغلو Beyoğlu بين كاراكوي Karaköy وجسر اونكاباني Unkapanı، قريباً من برج غالطة Galata Kules ومن ساحة كاراكوي.وهو محاطٌ بالأبنية السكنيّة من جميع الجهات.
ويمكنكم الوصول إلى المسجد بعدّة طرق من خلال استخدام وسائط النقل العامّة مثل :
- استخدام مترو حجي عثمان يني كابي Hacıosman-Yenikapı والنزول في موقف الخليج Haliç ثمّ المشي لعشر دقائق
- أو باستخدام خطّ ترامواي كابتاش بغجلار والنزول في موقف كاراكوي ثمّ المشي لعشر دقائق.
عنوان جامع العرب
- Arap Cami Mahallesi, 34421 Beyoğlu/إسطنبول، تركيا
 |