recent
أخبار ساخنة

جامع أيوب سلطان روح اسطنبول وسرّها المكنون

 جامع أيوب سلطان روح اسطنبول وسرّها المكنون

جامع أيوب سلطان روح اسطنبول وسرّها المكنون

نبذة عن جامع أيوب سلطان في إسطنبول 

لقبت اسطنبول بأنها مدينة المآذن، وعاصمة المساجد، لكثرة عدد المساجد التي تحتويها، وتبرز فن العمارة العثمانية في تصميمها، ومن بين هذه المساجد مسجد أيوب سلطان (Eyüp Sultan Camii)، ويسمى أيضاً : مسجد أبي أيوب الأنصاري، فهو مسجد عثماني قديم، يقع في منطقة أيوب، في الجانب الأوروبي من مدينة اسطنبول، بالقرب من القرن الذهبي، 

صدر الأمر ببناء جامع أيوب سلطان من قبل السلطان محمد الفاتح، وكان ذلك عام 1458م، ولم يبق الجامع على هيئته الأولى إلى أيامنا هذه بسبب تهدّمه بفعل الزلزال الذي حدث عام 1766م، والذي أدّى إلى تهدّمه بشكل كامل.
في عام 1800م تمّ بناء جامع آخر مكان المسجد المهدّم، وذلك بأمر من السلطان سليم الثالث. وعلى اعتبار شيوع نمط العمارة الباروكيّة في أبنية تلك الفترة فقد تأثّر جامع أيوب سلطان بشكلٍ واضح بهذا الأسلوب الهندسيّ في العمارة.
تمّ تصميم الجامع كمجسّم على شكل مربّع منتظم قائم الزوايا، ويتميّز بقبّة كبيرة يبلغ قطرها ستة عشر متراً ويجاورها ثماني قبب.
ويشتمل الجامع على فناءين منفصلين، أحدهما يضمّ مكاناً مخصّصاً للوضوء، والآخر يحتوي على شجرة الجمّيز القديمة المشهورة، وفي هذا الفناء بالذات كانت تقام العديد من المراسم السلطانيّة.

مقام وضريح الصحابيّ الجليل أبي أيوب الأنصاريّ

لعلّ أكثر ما يميّز هذا المسجد من الناحية التاريخيّة والروحانيّة هو احتضانه لقبر الصحابيّ أبي أيوب الأنصاريّ رضي الله عنه، والذي يطلق عليه الأتراك لقب "أيوب سلطان".

ومن المعروف في كتب السيرة بأنّ الصحابيّ أبا أيّوب كان أوّل مُضيف للنبيّ صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة عند وصوله من مكّة مهاجراً.

وتفيد بعض مصادر التاريخ العثمانيّ بأنّ قبر أبي أيوب الأنصاري تمّ العثور عليه أثناء عمليات الكشف عن اسطنبول بعد فتحها والتي قام بها شيخ الإسلام أك شمس الدين بأمر من السلطان محمد الفاتح، حيث عُثر على حجر بجانب القبر مكتوب عليه: "هذا قبرُ أبي أيوب الأنصاريّ" .

يبرز مقام أبي أيوب الأنصاري كهيكل ذي قبّة واحدة وثمانية زوايا، وتغلب على المقام من الداخل زخارف باللون الأبيض والأزرق.
ويُقال بأنّ المقام كان له رواق خاصّ به أوّل الأمر، إلاّ أنّه تمّ ضمّ الرّواق إلى الجداران بعد ذلك، وتمّ تزيين المقام من قاعدته إلى أعلاه بالرسوم الخزفيّة التي جعلته يظهر كـجنّة غنّاء.
يزور جامع ومقام أبي أيوب الآلاف كلّ يوم، ويزداد عدد الزائرين بشكل كبير في أيّام نهاية الأسبوع والعطل.

معلومات المكان :

يقع جامع السلطان أيوب بمنطقة أيوب سلطان، بالجانب الأوروبي من مدينة اسطنبول خارج أسوار القسطنطينية، وتعود تسميته إلى الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه، الذي استشهد عام 49 هجرية / 669م أثناء محاولات المسلمين فتح القسطنطينية في عهد الدولة الأموية. و المسجد يحوي بداخله ضريح أبي أيوب الأنصاري، إضافة لبعض مقتنيات النبي محمد ﷺ في ذلك المقام، وتم تشييد مدرسة، ومقبرة، وحمام عثماني، وتشير بعض المصادر التاريخية إلى أن أعمال التشييد بدأت في عام 863 هجرية / 1459م. وضم في القدم مجمعاً دينياً وتعليمياً واجتماعياً كبيراً ، وكلية جاءها طلبتها من الدول البعيدة والقريبة ووفرت لهم المأكل والمسكن والعلم، كما ضم المسجد مطعماً للفقراء. 

وصف جامع أبي أيوب الأنصاري :

  • تم تشييد جامع السلطان أيوب باستخدام حجارة الكوفاكي، له سقف بمساحة 26 × 11 متر، مع قبة رئيسية ذات قطر بطول 17,5 متر، وعدد من أنصاف القباب ذات القطر نفسه، لتدعيم السقف، ويحصل الجامع على إضاءته الداخلية من خلال أشعة الضوء المنبعث من إطار القبة الرئيسية به، بالإضافة إلى النوافذ الموجودة بالقباب الفرعية، كما تم تزيينه على الطراز العثماني التقليدي المستخدم في باقي الجوامع والمساجد، إلا أنه يعد سادة بالمقارنة بالطراز المعماري المنتشر في تلك الحقبة.
  •  وتمت إحاطة جامع أيوب سلطان بعدد من الأروقة ذات القباب الصغيرة، يتوسطها الفناء وبه صنابير المياه التي تعرف (بينابيع الحظ والنصيب) ، كما أن الرخام الأبيض الجميل والنحت المعماري الرائع أضاف لمكان الوضوء وصنابير المياه لمسة جمالية فريدة .
  •  كما أنه في الباحة الأولى لمسجد أيوب سلطان توجد عدة نافورات رخامية ملتصقة بالجدار، تزينها نقوش إسلامية ورومانية أيضاً ، وغير بعيد عنها تتوزع أماكن الوضوء للرجال. وفي الباحة الثانية حيث يشتد الزحام، فالمكان في جانبه الأيمن يقود إلى المصلى الكبير، وفي المقابل يصطف الزوار للدخول إلى ضريح أبي أيوب الأنصاري.
  •  تتوسط الفناء الداخلي للمسجد وبشكل يحاذي المبنى الذي يحتضن الضريح، ساحة مستطيلة الشكل محاطة بسياج حديدي. تمتد داخل الساحة شجرة عملاقة عتيقة يسري الاعتقاد بأنها موجودة منذ وفاة أبي أيوب، وعلى كل زاوية من السياج سلسبيل يشرب منه الزائرون.
  •  ولجامع السلطان أيوب مئذنتين وشرفتين ، وفي عام 1136هـ / 1723م في عهد الصدر الأعظم داماد إبراهيم باشا (صهر السلطان)، أُعيد بناء المئذنتين مرة أخرى، وذلك لقصر المآذن التي كانت تبنى إبان فترة حكم السلطان محمد الفاتح.
  •  كما تم إنشاء مقبرة الصحابي أبو أيوب الأنصاري أيضاً من الحجر نفسه، على شكل ثماني، ولها قبة، وتم تزيين الضريح من الداخل ببلاط من مدينة كوتاهيا  الذي تشتهر به الإمبراطورية العثمانية، وشبكة من الفضة تم وضعها في عهد السلطان سليم الثالث، وغطاء تابوت الدفن أو الصندوق الذي تم وضعه في عهد السلطان محمود الثاني، بالإضافة إلى الكتابات الزخرفية التي تنسب لخطاطي تلك الفترة، مصطفى راقم أفندي، والسلطان محمود الثاني.
  •  كما زود الجامع بحمام مزدوج كالحمامات العثمانية المتعارف عليها، التي بقيت إلى يومنا هذا، بيد أن المدرسة التي كانت ضمن التكوين الأساسي لذلك الصرح الكبير، لم تصل إلينا.

عمليات ترميم المسجد :

تعرض مسجد السلطان أيوب لعمليات ترميم وإصلاح عدة طوال العقود والقرون الماضية، وخاصة بعد الأضرار الكبيرة التي تعرض لها جراء الزلزال الذي ضرب إسطنبول عام 1179هـ / 1766م، وفي عام 1213هـ / 1798م أمر السلطان سليم الثالث بهدم الجامع تماما وإعادة بنائه مرة أخرى في المكان ذاته.

 وفي 24 أكتوبر/ تشرين الأول عام 1800م تم فتح الجامع أمام المصلين، بعد انتهاء أعمال البناء التي قام بها فريق العمل برئاسة أوزون حسين أغا.

مكانة جامع السلطان أيوب :

أحاط سلاطين العثمانيين مقام أبي أيوب الأنصاري بعناية خاصة، فكانوا يؤمنون بأنه مكان مبارك فهو مرقد صحابي كبير، حتى أن الكثير من زوجات السلاطين وبناتهم وكبار وزرائهم ومعلميهم وجميع الشخصيات المهمة في البلاط كلهم كان يوصون بدفنهم في الحي نفسه الذي ينام فيه أبو أيوب الأنصاري.

ويعتبر مسجد أيوب سلطان رابع الأماكن الإسلامية المقدسة لدى الكثير من الأتراك، يأتي في مقامه بعد مكة المكرمة والمدينة المنورة والقدس الشريف. ورغم أن اسطنبول هي عاصمة المساجد بلا منازع، فإن عدداً كبيراً من المصلين يتدافعون إلى مسجد أبي أيوب الأنصاري خصوصاً أيام الجمعة لأداء الصلاة.

كما أنَّ لجامع السلطان أيوب قيمة روحية ومناخ معنوي، يثير لدى زواره ورواد المنطقة مشاعر وتأملات الحياة الأخروية، كما تضم المنطقة المحيطة بجامع وكلية السلطان أيوب عدداً من مقابر بعض الشخصيات ذات الأهمية والقيمة الذين تمنوا أن يدفنوا بالقرب من الصحابي الجليل وتلك إشارة أخرى لقيمة المكان في الثقافة الإسلامية.

- ويأتي الكثير من الأتراك إلى مسجد السلطان أيوب كي يطلبوا من الله تحقيق أمنياتهم، ويسري اعتقاد لدى الناس بأن المياه التي تخرج من هذه البقعة هي مياه مباركة، وتتردد الفتيات العازبات طوال أيام الأسبوع على هذا المسجد يطلبن من الله أن ييسر لهن زواجا قريبا. هناك الصبية الصغار الذين يستعدون لعملية الختان يرافقون آباءهم إلى هنا للتبرك، كما يأتي بعض الآباء كي يدعوا لأبنائهم بالتوفيق في الدراسة وفي الحياة وفي إيجاد فرصة عمل وما إلى ذلك.
ومن هنا فإنه لم يفت القائمين على المكان أن يضعوا بعض الرخاميات التي تروي سيرة الصحابي الجليل، وتنبه الزوار أيضا أن صاحب هذا المقام بريء مما قد يحدث من بدع.
جامع أيوب سلطان روح اسطنبول وسرّها المكنون


أنشطة يُمكن القيام بها عند زيارة جامع أيوب سلطان :

  1.  يُمكنك بدايةً التجول سيراً على الأقدام حول مبنى جامع أيوب سلطان لالتقاط بعض الصور لمحيطه، وللتعرف على معالمه الهامة.
  2.  ثم يُمكنك الاستمتاع بمشاهدة والتقاط بعض الصور لمدخل الجامع الرئيس، الذي يتضمن بعض الآيات القرآنية، ويبرز الطراز المعماري العثماني.
  3.  ثم ابدأ جولتك داخل باحة جامع أيوب سلطان بما تتضمنه من أعمدة وجدران مُزخرفة، واسترح على المقاعد الموزعة فيها.
  4.  ولا تنسَ التقاط بعض الصور للسبيل في الباحة، والوضوء في المتوضأ الذي يبدو كخيمة تتضمن قبة وأعمدة وجدران رخامية.
  5.  استمتع بمشاهدة قبة الجامع من الداخل، والتقط بعض الصور لزخارفها الملونة، وشرفاتها المُحيطة بها، بما تتضمنه من نوافذ مقوسة.
  6. ولابُد لك من زيارة والتقاط بعض الصور للضريح الموجود داخل مبنى جامع أيوب سلطان العريق، وإقامة الصلاة في قاعته الرئيسة.
  7.  يُمكنك زيارة المعالم القريبة من جامع أيوب سلطان اسطنبول، مثل تلفريك اسطنبول و بيرلوتي اسطنبول وتبعد 9 دقائق سيراً على الأقدام حيث ستستمتع بشرب القهوة على الأطلال في مقهى بيرلوتي
  8. كما يقع الجامع مقابل مركز هاليتش للمؤتمرات الواقع في الضفة الآسيوية، ويبعد 8 دقائق بالسيارة عن دولفيناريوم اسطنبول الشهير.

أوقات العمل في جامع السلطان أيوب :

جميع أيام الأسبوع على مدار 24 ساعة.

رسم الدخول 

لا يوجد رسم دخول فهو مجاني ولا يمنع التصوير أيضاً.

كيفيّة الوصول إلى جامع أيوب سلطان :

  • إذا كنتم تريدون استخدام الباص للوصول الى أيوب سلطان فلديكم العديد من الخيارات، وذلك من عدّة نقاط في اسطنبول فبإمكانكم استقلال الباصات التي تنطلق من يني كابي و أمينونو .
  •  كما يمكنكم الوصول باستخدام الباصات التي تسير على المسار E-5 والنزول عند موقف Ayvansaray-Eyüp الواقع عند مدخل الجسر ومن ثمّ متابعة المشي لدقائق إلى جامع أيوب سلطان.

فنادق قريبة من جامع السلطان أيوب :

  •  فندق موفنبيك القرن الذهبي :
يعدُّ من أفضل فنادق اسطنبول 5 نجوم يبعد تقريباً 1.7 كم عن جامع السلطان أيوب .
  •  فندق تايتنك بزنس اسطنبول :
 ويعتبر أيضاً من أفضل فنادق اسطنبول للعوائل ، ويبعد عن جامع السلطان أيوب أيضاً مسافة 1.8 كم.
google-playkhamsatmostaqltradent