recent
أخبار ساخنة

متحف البراءة في إسطنبول خزائن لعشاق الأدب

 متحف البراءة في إسطنبول خزائن لعشاق الأدب 

اسطنبول مليئة بالمفاجآت، فعلى طول الشوارع الخلفية لهذه المدينة الجميلة يوجد متحف مختلف عن المتاحف الثقافية الأخرى: متحف البراءة، إنه اسم غريب لمتحف يحتوي على قصة مثيرة للاهتمام .


متحف البراءة في اسطنبول خزائن لعشاق الأدب

قصة متحف البراءة في إسطنبول 

متحف البراءة في اسطنبول

متحف البراءة (بالتركية : Masumiyet Müzesi) 

متحف البراءة هو اسم رواية نشرها Erhan Pamuk في السنة الثانية. بعد أربع سنوات ، أصبح اسم متحف في اسطنبول. 

فتح متحف البراءة أبوابه الآن أمام السياح وعشاق الأدب والفن والثقافة في إسطنبول. طرح أورهان باموق فكرة إنشاء متحف وكتابة رواية من بداية الثمانينيات. في الواقع ، بدأ Erhan Pamuk الرواية بجمع الأشياء والانتقال إلى جانب فكرة إنشاء متحف. 

تشكَّل متحف البراءة داخل الرواية نفسها قبل نشرها في ربيع عام 2008.

متحف البراءة هي قصة حب تدور أحداثها بين عمر سنتين وثلاث سنوات ، وتتمثل أدوارها الرئيسية في كمال وفوسن. تصور الرواية مجتمعاً من تلك السنوات في تركيا. بالإضافة إلى ذلك ، تصف رواية متحف البراءة الأحداث الاجتماعية والسياسية والثقافية والتاريخية في الأوقات الصعبة في تركيا. يعود القراء أيضاً إلى الذكريات السابقة لشخصيات القصص التي تم وصفها بدقة فائقة وأناقة.

يجمع Erhan Pamuk كل ما هو موصوف في هذه الرواية وتلبسها أو تراها أو تسمعها الشخصيات الموجودة في كتابه، حيث يتم عرض هذه الأشياء الآن بشكل علني في متحف داخل الرواية وفي العالم الحقيقي.

كل ما تحتاج إلى معرفته قبل زيارة المتحف

لا تحتاج إلى قراءة رواية لزيارة متحف البراءة في اسطنبول وفهمها،ولكن إذا أحضرت معك كتاباً ، فسيكون دخولك إلى المتحف مجانياً. 

الرواية والمتحف مستقلان، لكن قراءة الكتاب وزيارة المتحف ستساعدك في فهم التفاصيل.

أسعار تذاكر الدخول إلى المتحف 

قم بزيارة شباك التذاكر بجوار مدخل المتحف للحصول على تذكرة.

 تختلف التذاكر لأشخاص مختلفين. تكلفة تذكرة مجانية 2 ليرة تركية. يدفع الطلاب أيضًا أربعة ليرات لدخول المتحف.

يمكنك استخدام الدليل الصوتي إذا كنت ترغب في الدفع. تكلفة الأدلة الصوتية للزائرين 2 ليرة.

بالنسبة للأشخاص الذين يستخدمون الكراسي المتحركة ، فإن الطابق المدخل الوحيد هو المتحف.

أوقات عمل المتحف 

المتحف مفتوح لعشاق الأدب في الأوقات التالية :

  •  أيام السبت والأحد والثلاثاء والأربعاء والجمعة من الساعة 9 صباحًا إلى الساعة 5 مساءً
  •  الخميس من الساعة 9 صباحًا إلى الساعة 4 مساءً.
  • المتحف مغلق فقط أيام الاثنين وعيد الأضحى والأيام الأولى من رمضان.

متحف البراءة في اسطنبول هو أول متحف في هذه المدينة وفي العالم يتم إنشاؤه أولاً في قلب الرواية ثم في العالم الحقيقي ، ويمكنك المساهمة في هذا المتحف من خلال التبرع بأشيائك عن طريق الاتصال بهم عبر البريد الإلكتروني 

فمتحف البراءة هو أول متحف للرواية في العالم

نظرة تعريفية عن مؤسس المتحف

ينحدر الروائي أورهان باموق من أسرة برجوازية علمانية تركية، وبالتحديد من مدينة إسطنبول العريقة بثقافتها المتنوعة، ولا شك أن أسرته قد اعتنت بتلقينه، وبالتالي تعلم تعليماً جيداً، ويقيناً أنه تأثر بمن حوله من أفراد مدينته وتاريخها وأزقتها وذاكرتها، فإن باموق كان مراقباً ومنذ طفولته لعائلته التي بدأت تفقد ثروتها رويداً رويداً، وببطء شديد. وبالمقابل، مدينته التي أخذت تنتهك ثقافتها الأصلية أمام الزحف الاقتصادي.

أورهان باموق بين الرسم والكتابة

أورهان باموق المهتم بالفن والتاريخ والكتابة والإعلام والمسرح وفضاءات ثقافية عديدة، كان كل أمله أن يصبح رساماً عظيماً، بمعايير عمق الفنان الهولندي فنسنت فان غوخ، لإعجابه الشديد بإنسانيته وما يطرحه من أفكار مغايرة في فنه، لتقنعه والدته بعد جهد جهيد أن أولئك العظماء أخذوا وقتهم ورحلوا بزمنهم المختلف عن زمنه، فلم يعد الآن زمن الرسم، بل الرواية والكتابة التي كان يحبها.

احترف أورهان باموق الكتابة بجدية عالية، ووضع المقاييس الكاملة ليصبح ناجحاً منذ بداياته، وأخذ يكتب نصوصاً تصطبغ بالحب والذاكرة، لذا نجد فيما روى الجرأة في ميادين جديدة لم يفكر أحد الولوج فيها، متخذاً من البحث العميق عن تاريخ مدينته سبيلاً لخياله، بالإضافة إلى الموضوعية الشديدة في سرده، لتصبح رواياته متميزة في طرحها، وتوزع في جميع أنحاء العالم بلغات عديدة.

أورهان باموق متحف البراءة في إسطنبول


محتويات المتحف

يضم هذا المتحف الصغير جداً في مساحته والكبير جداً في دهشته وإنسانيته، أكثر من ألف قطعة مدهشة، تغني جداً الزائر، خاصة قارئ الرواية قبل زيارته، والجميل أن المتحف يثير تساؤلات مَن لم يقرأ الرواية، خاصة عن أولئك الأشخاص المتعلمين الذين سقطوا جميعهم في الحب، كما تروي الرواية.

فحكموا على أنفسهم بالوحدة، لتصبح الرواية مثيرة للاهتمام، وبالمقابل يظهر المتحف بصورة مؤثرة، لما يحمل من معروضات إنسانية تلامس الواقع المعاش وقبل سنوات قليلة من القرن العشرين، ليحفظ أورهان باموق ذاكرته وذاكرة من معه قبل أن تتلاشى.

المتحف ذو طابع فريد للأشياء التي حولنا وما نعيش به خلال يومياتنا، وما نلامسه عن قرب، كصناديق صغيرة نحتفظ بها والمِمْلَحَة «مِرَشّةُ المِلْح» وسجائر تصل في أعدادها إلى 4213 قطعة.. ليعبر مجازاً عن ما دخنته «فوسون» خطيبة البطل.. إذ حُفظت في صندوق زجاجي، بالإضافة إلى لوحات وخرائط وأحذية وصور لشوارع إسطنبول في تلك الفترة، وأزياء النساء وملاعق وسكاكين وصحون، وكل الأمور التي لا تخطر ببال أحد أن يحتفظ بها.

محتويات متحف البراءة في إسطنبول


أصر أورهان باموق، حين افتتح «متحف البراءة» عام 2012م، على أنه يستطيع أن يكون مستقلاً عن الرواية، رغم الاسم ذاته ورغم ما تمَّ وضعه في المتحف ليعكس ما تم سرده. 

«متحف البراءة» ويعني البراءة لتلك الكائنات البريئة، ليصيغ المتحف نفسه من كائنين بريئين وقصة حبهما في المفارقات الطبقية وتاريخ مجتمع إسطنبول.

وأن تعيش عائلة مدة خمسين سنة في رواية تتحول إلى بضائع في متحف متواضع في إسطنبول، ويصبح عظيماً، لأنها كائنات تم إنشاؤها من روح المكان، فتتجمد في المتحف وفي الوقت المناسب، يا لخيال الروائي الذي استطاع أن يحشو 83 فصلاً من الرواية في متحف كأعمال معروضة يعود عمرها إلى ما بين عامي 1950 و2000م، لتنتقل الأشياء بإحساسها إلى الزائر ببراءة !

الطريق إلى المتحف

في منطقة «بيوغلو» بالقرن الذهبي في شبه جزيرة إسطنبول وفي القسم الأوروبي، وسيراً على الأقدام، ثمة رحلة جميلة وأنت تشاهد الأزقة الضيقة والعريقة التي تحمل عبق الماضي. 

تظهر لك محلات صغيرة جداً وعديدة تضج بالتحف والخردوات المغرية والمحيرة في اقتنائها أو تركها.

يحتوي المتحف على خردوات لا حصر لها، فناجين وملاعق وأباريق وأقلام وصور وأحذية وأكواب. تدخل كلها في روح السرد، وما كان يريد"باموق" التلميح له في روايته من ناحية العلاقات ومفاهيم البرجوازية التي تخلت عن هويتها، منح المتحف لمحة عن حياة الطبقة الارستقراطية في المجتمع.

كما يعكس المتحف الرواية لا الرواية تعكسه، وذلك بمعروضاته المستوحاة منها، ورغم قلة تكلفة المتحف، مقارنة بالمتاحف الكبرى، إلا أنه يحمل قصصاً إنسانية كثيرة، بعيداً عن الكنوز المادية. 

وسمّي المتحف بـ«متحف البراءة» ضمن سياق نقدي لأنه ينضوي في إطار : ما بعد الحداثة، لذا ليس من المفترض أن يكون كلاسيكياً.

فوضى من الأشياء وبأسعار تبدو مقبولة ومبررة وفي متناول الجميع، أشياء تكاد أن تنتهي من الذاكرة، تتجلى بين عينيك العشرات منها، ولفرط ما تعبر أمام عينيك تشعر أنها تعنيك وأنك مُولعٌ بها، حتى الوصول إلى حي «جكورجوما» حيث المتحف الذي يبعد عن ساحة تقسيم الشهيرة، مدة عشر دقائق مشياً على الأقدام.

زوُّار المتحف

من يزر المتحف يستمتع بالدليل الصوتي الشارح باللغتين التركية والإنجليزية، وكما يقول مؤرخ الفن الشهير "سيمون شاما"، إنه أكثر المتاحف إثارة للإعجاب، ليس لأنه يعنى بالفن المعاصر فقط، بل في الطريقة الإنسانية والبريئة في عرض ما لا نتوقعه من أدوات وأشياء نكاد ننساها.

الجميل أيضاً أن الزائر التركي يستطيع التبرع بأغراض قديمة كان قد احتفظ بها، لكونها ذاكرة حميمة تعود إلى فترات سالفة، لتأخذ بدورها طريقها إلى العرض، ويسلط الضوء عليها قبل الغفلة عنها ونسيانها.

كيفية الوصول إلى متحف البراءة

  1. المشي في أحياء إسطنبول القديمة له طابع وشعور مختلفان، استمتع بالشوارع المتعرجة وأزقة Çukurcuma. عند تقاطع شارع الاستقلال والمدفعية سترى مبنى أحمر يعود إلى القرن التاسع. للوهلة الأولى ، ستجد قصة رائعة تدور في هذا المبنى.
  2. المسافة من متحف البراءة في اسطنبول هي مشهد آخر للمدينة سيراً على الأقدام. من ميدان تقسيم  ، 12 دقيقة ، Galatasaray 8 ، Tophane 8 ، Istanbul Modern 10 ، جاهانجير 10 دقائق.
  3. إذا كنت مسافراً بالترام ، فإنً محطة Tophane هي أقرب محطة إلى متحف البراءة.



 🇹🇷 وأخيراً سيدرك الزائر للمتحف ما لم يدركه أثناء قراءته رواية «متحف البراءة»، لذلك فإنَّ متحف البراءة هو الخيار الأفضل لعشاق الأدب والسيَّاح الذين يبحثون عن تجربة مختلفة.

google-playkhamsatmostaqltradent