recent
أخبار ساخنة

السلطان محمد الفاتح صاحب البشارة

السلطان محمد الفاتح صاحب البشارة

محمد الفاتح عظيمٌ في الحياة والممات ، فالسلطان محمد بن مراد الثاني كان عُمريَّ العزم، همته التي طاولت النجم بسموها، رافقته من المهد إلى اللحد.

السلطان محمد الفاتح صاحب البشارة



شاءت الأقدار أن يكون السلطان العثماني محمد الفاتح هو صاحب بشارة القسطنطينية التي بشّر بها النبي – صلى الله عليه وسلم – في حديثه: “لتَفْتَحُنّ القسطنطينية ، فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش” [مسند أحمد: 4/335].

وانتظر المسلمون ثمانية قرون ونصف قرن حتى تحققت البشارة، وفُتحت القسطنطينية بعد محاولات جادة بدأت منذ:
  • عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه (32هـ=652م)
  •  وازدادت إصرارًا في عهد معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه في مرتين: 
  1. الأولى سنة (49هـ = 666م) 
  2. والثانية بين سنتي (54-60=673-679م)
  • واشتعلت رغبة وأملاً طموحًا في عهد سليمان بن عبد الملك الخليفة الأموي سنة (99هـ=719م).. 
لكن هذه المحاولات لم يُكتب لها النجاح والتوفيق.

من هو محمد الفاتح؟

كان السلطان العثماني محمد الثاني أو محمد الفاتح قائدًا عسكريًا عظيمًا، وقد كان الابن الرابع للسلطان مراد الثاني، وأمه هيما خاتون، وجده هو السلطان محمد الأول، ويرجع نسبهم إلى السلطان عثمان الأول؛ مؤسس السلالة العثمانية، وقد أسماهُ والده محمد تيمنًا بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو سابع السلاطين العثمانيين.

كان والده يناديه باسم الفاتح إيمانًا منه بأن ابنه سيكون قائداً عظيماً ويفتح الكثير من البلاد، فعندما بلغ سن 12 عامًا تم إرساله بعيدًا عن أهله لطلب العلم كأحد التقاليد المتبعة في ذلك الزمن، وبعد أن أصبح سلطانًا في أدرنة وجّه جلّ اهتمامه نحو الاستيلاء على القسطنطينية.

صفات السلطان محمد الفاتح

الصفات الخارجية 

تميز السلطان محمد الفاتح بعددٍ من الصفات الشكلية؛ فقد كان:

  1. قمحي اللون 
  2. متوسط الطول
  3. متين العضلات

الصفات الداخلية

 اتسمت شخصية محمد الفاتح بصفاتٍ لعبت دورًا في حياتهِ كأهم السلاطين العثمانيين على مر التاريخ، وهي:

  1. كان السلطان محمد الفاتح كريمًا ، متواضعًا، عاش حياته ببساطة وهدوء بعيدًا عن التعقيد ومظاهر الترف.
  2. كان السلطان محمد الفاتح كثير الثقة بنفسه، وذا بصرٍ ثاقبٍ وذكاءٍ حاد، وكان جلدًا يتحمل المشاق والصعاب.
  3. عُرِف السلطان محمد الفاتح بمهارتهِ العالية في ركوب الخيل واستعمال السلاح، وتميزت شخصيتهُ بحبها للتفوق وميلها للسيطرة، كما كان نبيهًا في فهم المواقف.
  4. اتسم السلطان الفاتح بالفطنة التي مكَّنتهُ من معالجة الأمور ووضع الحلول، وكان شديد الحرص واليقظة، ومهتمًا بتفاصيل الأشياء وسريع الإدراك لمواضعها.
  5. أتقن فنون الحرب، والخطط الحربية، وحصار المدن، وقيادة العمليات الحربية.
  6. كان من النادر جدًا أن أدى السلطان محمد الفاتح الصلاة خارج المسجد، وكان ورعًا يسعى إلى التقرب لله عزّ وجل، وتحقيق المصلحة لشعبهِ وللإسلام عامةً، فقد تمتع بالخلق الحسن، والتدين.
  7. أحبَّ السلطان محمد الفاتح مرافقة العلماء ورجال الأدب والفكر والفلاسفة والشعراء؛ حتى أنّ مائدتهُ لم تخل من بعضهم، وكان يستمتع بمناقشتهم والاستماع إلى آرائهم، وكان يراسل من لا يستطيع منهم المجيء إلى بلاطه ويقدم لهم الهدايا والأموال في المناسبات.
  8. وكان السُلطان مُحمَّد عالي الثقافة، وقد تحدَّث عدَّة لُغات إلى جانب لُغته التُركيَّة الأُم، وهي: العربيَّة والفارسيَّة والعبرانيَّة والروميَّة واللاتينيَّة والصربيَّة.
اقرأ أيضًا:

الحياة الشخصية للسلطان محمد الفاتح 

زوجاتهُ

 كان للسلطان محمد الفاتح عدد من الزوجات، هن:
  •   گُلبهار خاتون بنت عبدُ الله (كانت جارية اعتنقت الإسلام بعد وصولها إلى الحرملك)
  • ستي مكرمة خاتون (ابنة الأمير سليمان بك بن محمد حاكم إمارة ذي القدر)
  • جيجك خاتون (والدة جم سلطان بن محمد الفاتح، وكانت حليفهُ الأقوى، حتى أنها قاتلت من أجله أثناء أسرهِ في أوروبا)
  • كل شاه خاتون (انضمت إلى الحرملك عندما كان محمد الفاتح حاكمًا على مدينة مانيسا)
  • حنة خاتون (ابنة الإمبراطور الطرابزني داود كومنين)
  • هيلانة خاتون (ابنة حاكم المورة دمتريوس)
  • خديجة خاتون (ابنة زغانوس محمد باشا).
أولاده:

 وُلد للسلطان محمد الفاتح عدة أولاد، هم:
  •  جوهرخان خاتون (ولدت قبل العام 1448، وتزوجت أغورلو محمد بن السلطان حسن)
  • بايزيد الثاني (ابن گُلبهار خاتون، وشقيق جوهرخان خاتون، وثامن السلاطين على الإمبراطورية العثمانية)
  • شهزاده مصطفى (ابن كل شاه خاتون، عُين حاكمًا على مدينة قونية وظل فيها حتى وفاته)
  • جم سلطان (ابن جيجك خاتون، وقد نازع شقيقهُ بايزيد على العرش بعد وفاة محمد الفاتح).

الحياة العملية للسلطان محمد الفاتح 

خاض السلطان مراد الثاني والد محمد الفاتح صراعاتٍ متعددة منذ بداية عهده، وكان أحدها الحرب على الحكم ضد أحد أشقائه، الذي تعاون مع البيزنطيين ودول البلقان الأخرى لإشعال ثورة في الجزء الأوروبي من الأراضي العثمانية، واستمرت حروب مراد الثاني حتى بعد قضائه على الثورة، وحارب إمارات تركية أخرى في الشرق، وقوىً أوروبية مختلفة في الغرب مثل البنادقة، والهنغاريين، والصليبيين، وأثرت هذه الصراعات الطويلة على السلطان مراد، وقرر التنازل عن العرش لابنه محمد الثاني، الذي كان حينها في سن 12، وأعقب تلك الواقعة عددٌ من الأحداث التي استمرت حتى اعتلاء السلطان محمد الفاتح العرش بعد وفاة والده، وتشمل ما يلي:

  1. اعتقد خصوم العثمانيين أن تولية محمد الثاني وهو في سن مبكرة على العرش يشكل فرصة لهم يتحتم استغلالها لتحقيق مصالحهم، وفي العام 1444، بدأ البابا إيجين الرابع بحشد الجنود لشن حملة صليبية جديدة بعد حل معاهدة السلام المعقودة مع السلطان مراد الثاني، وفي تلك الأثناء بدأ حكام المورة البيزنطية الواقعة في جنوب اليونان بالتوغل في منطقة ثيساليا العثمانية.سببت هذه الأحداث أزمة حرجة بين كبار المسؤولين العثمانيين، مما دعا محمد الثاني لإرسال رسالة إلى والده تحثه على العودة للتعامل مع ما يجري، وقد شجع هذا التصرف الوزير الأعظم خليل باشا الجاندرلي الصغير.
  2.  اشتبك الصليبيون بقيادة الملك البولندي فلاديسلاف الثالث وقوات السلطان مراد الثاني في معركة فارنا، التي نشبت في العام 1444، وانتهت بانتصار العثمانيين، وخلال هذه الفترة، عاد محمد الثاني إلى الدراسة تحت إشراف معلميه زغانوس محمد باشا، وشهاب الدين شاهين باشا.
  3. في العام 1451، توفي السلطان مراد الثاني، وخلفه من بعده حسب وصيتهِ ابنه محمد الثاني، الذي لم يلبث طويلاً حتى بدأ المساعي لتحقيق فتح مدينة القسطنطينية.

هوايات واهتمامات السلطان محمد الفاتح 

تميز السلطان محمد الفاتح في الناحيتين الثقافية والعسكرية، وكانت هواياتهُ واهتماماتهُ تتمحور حول العديد من الأمور، على النحو التالي:
  1. القراءة والتدريب العسكري والصيد: عاش السلطان محمد الفاتح حياة بسيطة، قضاها في القراءة والتدريب العسكري والصيد، وكان يتجنب مظاهر الترف والتعقيد، وفضل العيش وحيدًا بهدوء بين عائلته ورجال دولتهِ، وكان الصخب يثير حياته عندما يخوض حربًا أو نزالاً.
  2. دراسة التاريخ: اهتم السلطان محمد الفاتح بدراسة التاريخ، وكان مفتونًا بقراءة سير العظماء والقياصرة، مثل أوغسطس، وقسطنطنين الأكبر، وتيودوسيوس الأكبر، وكان معجبًا على وجه التحديد بشخصية الإسكندر الأكبر المقدوني، ورأى فيه صورة عن نفسه، بما في ذلك القوة والعزيمة والشجاعة.
  3. الفنون: أحب السلطان محمد الفاتح الفنون؛ ولا سيما الرسم والموسيقى، وكان مهتمًا بالأدب وعلم الفلك، ويحفظ الشعر الجميل وينشده، وقد حرص على الاستفادة من علمه في تقويم نفسه وعقلهِ والتأثير إيجابًا على من حوله.
  4. الحرب وفنونها: هوى السلطان محمد الثاني كل ما يتعلق بالحرب وفنونها، وكان يسارع في الاطلاع على الاختراعات الحربية للاستفادة منها، وأولى اهتمامًا كبيرًا بالمدفعية والحربية

إنجازات السلطان محمد الفاتح

من أهم إنجازات السلطان محمد الفاتح نذكر :

السلطان محمد الفاتح صاحب البشارة


  1. فتح القسطنطينية: منذ توليه الحكم، خطط السلطان محمد الثاني لفتح القسطنطينية، وعمل على زيادة أعداد الجيش العثماني حتى وصل إلى ربع مليون مقاتل، وتمّ تدريبهم على أساليب القتال واستخدام الأسلحة المختلفة. كما اهتم السلطان محمد الفاتح بتهيئتهم للفتح دينيًا ومعنويًا، وربط هذا الفتح بالبشارة النبوية. كانت مدينة القسطنطينية محمية بالحواجز المائية والأسوار، ووصل محمد الفاتح إليها في تاريخ 6 نيسان عام 1453، وخطب بجيشه خطبة حثهم فيها النصر أو الشهادة، وذكرهم بالأحاديث النبوية التي تبشر بفتح القسطنطينية. وقد استمرت حملة السلطان محمد الفاتح على القسطنطينية لأكثر من 50 يومًا، وفي تاريخ 29 من أيار، سقطت المدينة بقبضة العثمانيين، وحصل السلطان محمد الثاني على لقب "الفاتح"؛بسبب انتصارهِ.
  2. فتح بلاد الإغريق : نجح السلطان محمد الفاتح في حملتهِ على القسطنطينية وعمرهُ لا يتجاوز 23، واستمر في فتوحاته بسبب الظروف السياسية في بلاد البلقان؛ إذ كان عازمًا على التخلص من بقايا الدولة البيزنطية والمستبدين البيزنطيين، والمغامرين الإيطاليين من البلقان وشبه الجزيرة اليونانية. خلال ذلك الوقت، كانت أثينا أكبر المدن الإغريقية، وكانت بحالة فوضى بعد وفاة دوقها وتولي زوجته وابنه الحكم من بعده؛ حيث انتشر الظلم والاستبداد. أرسل الناس يطلبون النجدة من السلطان محمد الفاتح، الذي أرسل قائده عمر بن طرخان لاحتلال أثينا ونشر الأمن والعدالة فيها. لاقى السلطان محمد الفاتح ترحيبًا من الناس بعد قضائه على المستبدين الإغريق واللاتين في بلاد المورة في العام 1458، وتمكن بعدها بعامين من إخضاع شبه جزيرة الإغريق بالكامل للإمبراطورية العثمانية، وأصبحت جزءًا منها حتى الربع الأول من القرن التاسع عشر.
  3. فتوحات آسيا: استطاع السلطان محمد الفاتح أن يتخلص من بقايا الإغريق في آسيا الصغرى، واستولى على مدينة سينوب قبل أن يستولي على طرابزون، التي كان يحكمها إمبراطور إغريقي، وحاصر السلطان محمد الفاتح المدينة برًا وبحرًا، إلى أن استسلمت في العام 1461، وانتهى بذلك وجود الإغريق من آسيا الصغرى، وأصبحت الأناضول منطقة تركية إسلامية، وسيطر العثمانيون على بحر مرمرة، وبحر الأرخبيل، والبحر الأسود بالكامل.

لماذا لُقِّب محمد الثاني بالفاتح؟

كان يُلقب محمد الثاني بالفاتح منذ طفولته إيمانًا له بفتح الكثير من البلاد في المستقبل، وتحقق ذلك عندما أصبح محمد الثاني سلطانًا، حيث بذل كل ما بوسعه لتعزيز جيشه وقوّته، ولتحضير كل التجهيزات اللازمة لأخذ القسطنطينية من يد البيزنطيين، وبالفعل نجح في فتح القسطنطينية، وهو السبب الرئيسي وراء منحه لقب الفاتح.

كم كان عمر محمد الفاتح عندما فتح القسطنطينية؟

كان عمر السلطان محمد الفاتح عندما فتح القسطنطينية آنذاك 22 عامًا.
اقرأ أيضًا:

ألقاب محمد الفاتح 

السلطان محمد الفاتح صاحب البشارة


لُقِّب السلطان محمد الثاني بالعديد من الألقاب، مثل:
  1.  محمد الفاتح
  2. صاحب البشارة: إذ يرتبط اسمه الفاتح بواقعة فتحهِ للقسطنطينية، والتي حققت البشارة النبوية "لتفتحن القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش".
  3. أبو الخيرات 
  4. أبو الفتوح والمعالي
  5. الملك المجاهد
  6. السيد العظيم: فقد كان أول حاكمٍ مسلم أطلق عليه الأوروبيون لقب السيد العظيم (Grand Seigneur).
  7. قيصر الروم 
  8. سيد الأرضين والبحرين؛ نسبة لأراضي الأناضول والبلقان وبحر إيجه والبحر الأسود.

وفاة السلطان محمد الفاتح

في يوم 25 من شهر نيسان عام 1481 ميلادي خرج السلطان محمد الفاتح من إسطنبول مغادرها إلى أسكودار، وظن المسلمون أنه متوجّه إلى إيطاليا ولكن في منتصف الطريق تعرَّض السلطان لمرض واشتد عليه كثيرًا ، ولم يستطع مقاومته، إلى أن توفي في الثالث من أيار يوم الخميس.

وبحث العلماء في سبب وفاته حيث وجدوا أنه كان يعاني من ألم في رجليه وهذا بسبب إصابته بداء النقرس وهو مرض وراثي في عائلته، وعندما ازداد عليه الوجع تم اعطاؤه مسكن الألم وزادوا في الجرعة وهذه الجرعة الزائدة قضت على حياته.

دُفن السلطان محمد الفاتح في باحة جامع "الفاتح" التاريخي الشهير بمدينة إسطنبول.

فجع المسلمون في العالم لوفاة السلطان محمد الفاتح، واعتبروا وفاته خسارة للإسلام؛ فقد حاربت جيوشه الظلم وسعت لنصرة المسلمين.

أما أوروبا، فقد احتفلت بوفاة السلطان محمد الفاتح، وأقامت الاحتفالات لذلك، وظلت المهرجانات قائمةً آنذاك في أوروبا لثلاثة أيام؛ إذ كانوا يعتبرون السلطان محمد الفاتح خطرًا تخلصوا منه بوفاتهِ.

بدأت القسطنطينية - العاصمة الإسلامية الجديدة - بالازدهار بعد وفاة فاتحها السلطان محمد، واتخذت اسمًا جديدًا؛ ألا وهو "إسلام بول" الذي يعني عاصمة الإسلام، وأصبحت من أهم المراكز الثقافية في العالم الإسلامي.


تعرّف على رستم باشا من خلال هذا المقال:

معرض الصور 

السلطان محمد الفاتح صاحب البشارة

السلطان محمد الفاتح صاحب البشارة

السلطان محمد الفاتح صاحب البشارة



السلطان محمد الفاتح صاحب البشارة

السلطان محمد الفاتح صاحب البشارة

السلطان محمد الفاتح صاحب البشارة

السلطان محمد الفاتح صاحب البشارة

السلطان محمد الفاتح صاحب البشارة

السلطان محمد الفاتح صاحب البشارة

السلطان محمد الفاتح صاحب البشارة


google-playkhamsatmostaqltradent